عندما نتقبل أن يقودنا قلبنا، بدل أن نكون في حالة ردة الفعل فقط، ستتحول علاقتنا وتصبح أداة لاكتشاف واستكشاف كائننا الداخلي. نصبح عندها مرآة أحدنا للآخر. نحن نعكس أجمل صفات شريكنا وهو يفعل بالمثل. نمتلك عندها لمحة عن روحنا في كل عظمتها وروعتها.
تعلّمنا علاقات الحب الكثير عن رحلتنا الشخصية في الحياة. بما أن شريكنا يعكس لنا حقيقتنا، يحدث أحياناً أنه يظهر لنا جوانب من أنفسنا كنا نفضل أن لا نراها. إذا كانت هذه هي الحالة، قولوا لأنفسكم إن هذا يحدث لحكمة ما. ماذا تظنون عن أنفسكم ؟ ما هي الناحية التي تريدون أن تحسنوها من شخصيتكم ؟ استفيدوا من الصورة التي يبعثها لكم شريككم لتصبحوا أكثر وعياً أيضاً ولتسلكوا طريقكم الداخلي.
اغطسوا اكثر قليلاً في نفسكم، بدل أن تتعلقوا ب “الأنا” خاصتكم، الذي سيهمس لكم أنكم لستم أنتم المشكلة وأنكم لم ترتكبوا أي خطأ. كونوا شهوداً على أفكاركم، بدل أن تتطابقوا معها. استشيروا عالمكم الداخلي وانظروا ماذا يوجد من خطأ. ربما أنتم بحاجة للعمل على مستوى ثقتكم بنفسكم أو أن تتعلموا أن تكونوا كاملين، دون تعلق بأي شيء. عندما تصبحون واعين أن شريككم لا يستطيع أن يملأ النقص فيكم وأنكم وحدكم تستطيعون أن تفعلوا هذا، سترتفع علاقتكم إلى مستوى آخر. إنها تتحول لتترك مجالاً لحقيقتكم أنتم وشريككم، حرة من كل حكم مسبق، وتصبح أجمل وسيلة للتطور الشخصي والروحي.
لهذا يجب أن ينفصل الشريكان عن وهم “الأنا” ويتقبلا أن يجعلا من علاقتهما ممارسة روحية. إذا كان شريككم، برغم كل نواياكم الطيبة، لا يرغب في أن ينفتح ويختار بالأحرى أن يبقى سجين عقله، عليكم أن تتخذوا قراراً. علاقة الحب هي رقصة طويلة ويجب أن يكون هناك اثنان ليرقصا.
بالعكس، إذا كان الاثنان مستعدين للرقص بعيون واسعة مفتوحة، يقود أحدهما الآخر ويتقدمان كلاهما، ستستغرق رقصتكما كل حياتكما وستجلب لكما الفرح والسعادة التي وحدها علاقات الحب يمكن أن تجعلكم تحيوهما.