العقاب الجسدي هو طريقة شائعة نستخدمها لتربية الأطفال السيئي التربية أو المتمردين : حوالى اربع من أصل خمس من الآباء والأمهات يمارسونه، وأغلبهم نساء، سواء كانت الأم أم أحداً موكلاً بالعناية بالطفل. البعض لا يتردد في صفع أطفالهم والبعض الآخر يستخدم كل ما يقع تحت يديه، كاستعمال الحزام مثلاً.
ولكن حتى لو اعتقدنا أننا نعيد الولد بهذه الطريقة إلى الطريق المستقيم وأن تصرفاتنا ليست مؤذية، فقد برهنت الدراسات أنها ليست فقط مؤذية، ولكنها أيضاً لا تنجح !
سنشرح لكم في هذه المقالة لماذا قد يوصل العقاب الجسدي إلى الهاوية، ولكننا سنشير عليكم أيضاً بطرق أخرى أثبتت نجاحها في التربية !
ليس فقط لا ينجح ولكنه يزيد الأمور سوءاً أيضاً
صحيح أن بعض الأولاد قد يكونون عدوانيين وأن صبر الأهل له حدوده، ولكن العقاب الجسدي لا يؤدي إلى نتيجة.
برهنت الأبحاث أن العنف لا ينجح على المدى الطويل كطريقة لعقاب الطفل، لأن عليه أن يستوعب أسباب سلوكه السيء. بعبارة أخرى، يستطيع الأولاد أن يفهموا؛ إنهم بحاجة للشرح كي يفهموا لماذا كان تصرفهم خاطئاً. العنف ليس طريقة سريعة لإيقاف تصرفات الولد.
إنه المسار المضمون للإساءة إلى ولد تعرض للأذية.
تظهر الأبحاث أن أغلب حالات الأطفال الذين تعرضوا لإساءة المعاملة، بدأت بالصفع أو بضرب المؤخرة. بما ان العقاب الجسدي لا يفيد بشيء، فإن الأهل يزيدون عموماً القوة المستعملة في كل مرة لا يتصرف فيها الولد كما يجب.
في كل مرة، يتوقعون أن يكون للعقاب الجسدي أثر تأديبي دائم، ولكن هذا لا يحدث. بالنتيجة، إنهم يزيدون من استخدام القوة. وفي النهاية، يصلون إلى إساءة معاملة أولادهم وأذيتهم بطريقة لم يكون يتخيلون أنهم يمكن أن يصلوا إليها.
العنف يربي طفلاً عدوانياً في المستقبل
الأولاد الذين تعرضوا للأذى الجسدي خلال طفولتهم يميلون لاستعمال العنف مع أولادهم وأزواجهم أو زوجاتهم عندما يكبرون. هناك احتمال كبير أن يصبحوا هم أيضاً منحرفين أمام المجتمع. وليس هناك شيء غريب في هذا، فكلمات الأهل يمكن أن تحفز أولادهم،
ولكن أفعالهم لها تأثير أهم عليهم. إذا صفع الأب أو الأم ولده من أجل حل المشكلة، فسيتعلم الولد من هذا على الأرجح وسيفعله بدوره.
يمكن أن يبدأ الأولاد بالمعاناة من الكآبة
إذا كان شريككم يضربكم، هل ستبقون مقتنعين لوقت طويل أنه يحبكم ؟ هذا صعب، أليس كذلك ؟ اعلموا أن الأمر نفسه بالنسبة للولد. يبدأ الأطفال الصغار في التشكيك بحب أهلهم منذ اللحظة التي يتعرضون فيها للعقاب الجسدي. بما أن حياة الولد تتمحور حول أهله، يبدأ بالشعور أنهم لم يعودوا يحبونه أبداً ويعاني من الكآبة. هذا يؤثر بالتالي على عملية اندماج الولد في المجتمع وينتهي به إلى الإحباط.
إنه يجعل الأولاد مرضى فعلياً
نتيجة لحياته في جو من العنف، يعيش الولد في مستويات عالية من الضغط النفسي تخرب جهاز مناعته. التعرض لعقوبات جسدية بشكل منتظم له تأثير أكبر بكثير، فبسبب ضعف جهاز المناعة، يصبح الولد أكثر تعرضاً للأمراض. في حال كان الولد معرضاً مسبقاً لمشاكل صحية، فإن العقاب الجسدي لا يفعل شيئاً سوى أن يفاقم حالته.