ماذا لو كان هناك سبب أساسي ووحيد لفشل العلاقات؟ وماذا لو كان باستطاعتكم أن تخلقوا قصة حب حقيقية؟
اكتشفت في السنوات ال 46 التي عملت خلالها مع الأفراد والمتزوجين. المشكلة الرئيسية التي عند حلّها تنتهي كل المشاكل التي تسبب فشل العلاقات.
هذه المشكلة هي التخلّي عن الذات.
إليكم التفسير: عندما تتخلون عن ذاتكم عاطفيًا – تتجاهلون مشاعركم، تحكمون على نفسك. تلجأون الى وسائل إدمانية للتخلص من مشاعركم أو تضعون اللوم على شخص آخر – تشعرون بالوحدة والفراغ والقلق والكآبة وتظنون نفسكم غير محبوبين وغير مهمين، فتلجأون الى شريككم لتشعروا بالكمال والحب والأهمية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يحصل عندها؟
طبًعا سيتطوّع شريككم للاهتمام بكم، لكنه سيشعر بالاستياء فيما بعد، وقد يتوقف ويرفض أن تتحكموا به. لكن ماذا يحدث بعد ذلك؟
يشعر كل منكما بالتعاسة والبعد أو تتشاجران مع بعض، يزول الشغف ويموت المرح، يصبح التواصل بينكما نادراً.
أمّا إذا لجأتم الى الكحول أو المخدرات أو العمل أو التلفاز أو لعب القمار أو مشاهدة الأفلام الإباحية أو وسائل إدمان أخرى للشعور بالراحة، أو كطريقة لتجنب مشاعركم، فسيشعر شريككم بالبعد وعدم التواصل معكم. كذلك أنتم ستشعرون بعدم التواصل مع ذاتكم.
لا يمكن للعلاقة أن تزدهر في حال التخلي العاطفي عن الذات. لأنكم لا يمكنكم أن تزدهروا إن لم تعتنوا بنفسكم، بحاجاتكم وبرغباتكم. وذلك لا ينطبق على المشاعر فقط بل على الجسد أيضًا. فإذا لجأتم الى نظام أكل سيء وعدم ممارسة التمارين الرياضية. يمكن أن تصبحوا غير جذابين لشريككم وبذلك قد تتأثر حياتكم الجنسية كما قد يشعر شريككم أنكم “تتخلون عن نفسكم.”
أمام تفاقم شعوركم بالتخلي عن ذاتكم، قد تشعرون غالبًا بالمرض أو القلق أو الكآبة. نتيجة نظام أكلكم الفاسد، وقلّة ممارستكم التمارين الرياضية، وعدم الاهتمام بذاتكم عامةً. وذلك أيضًا يوتر العلاقة بينكم وبين شريككم.
إليكم من آي فراشة بعضاً من طرق التخلي عن الذات التي يمكن أن تلجأوا إليها. فاحفظوا هذه الطرق وفكروا بالمشاكل التي تواجهونها في علاقتكم والتي يمكن أن تكون صادرة عنكم…
- اهمال الذات ماديًّا: سيدفعكم الافراط بالصرف، لعب القمار، التوقف عن العمل. حتى وإن كنتم قد حصلتم على موافقة الشريك الى حالة من الاستياء الكبير.
- اهمال الذات نظاميًّا: لن يسبب لكم اكتساب عادة التأخر الدائم، وإهمال ترتيب البيت، والتأخر عن دفع الفواتير مشاكل في حياتكم. لكنه سيوتر علاقتكم بالشريك.
- اهمال الذات عاطفيًّا: الانتظار من شريككم أن يقرأ أفكاركم، وعدم التعبير عن مشاعركم، ولوم الشريك لمشاكلكم، أو محاولة السيطرة على الشريك هي عادات قد تؤدي الى اضطراب علاقتكما.
- اهمال الذات روحيًّا: سيضع تصوير شريككم على أنه مصدر قوتكم والمصدر الوحيد للحب، عبئًا على علاقتكم.
عندما تتخلون عن نفسكم كما قد ذُكر أعلاه، قد تنتبهون إلى أنكم تحاولون التحكم بشريككم عبر طرق مختلفة – من خلال العصبية، اللوم، الانتقاد، المقاومة، التراجع، الالتزام وغيرها. وقد تكون تلك طريقة للتخفيف عن نفسكم لا شعوريًّا – وقد تؤدي الى الشجار والبعد. لن تجدوا حلاً لمشاكلكم عندما يحاول كلّ منكما السيطرة ومقاومة سيطرة الآخر.
ما هو الحلّ؟
تعلّموا أن تحبوا أنفسكم وأن تشعروا بقدرتكم بدلًا من اهمال نفسكم. فعندما تتحملون مسؤولية مشاعركم وتصرفاتكم– بدلًا من لعب دور الضحية ووضع اللوم على شريككم – ستتعلمون أن تمتلئوا بالحب وتتشاركونه مع الشريك، وعندها ستتحسن العلاقة.