نصائح مفيدة لكل الأهل
عالمة النفس الروسية لاريزا سوركوفا هي اختصاصية في الطفولة والعائلة. لديها سنوات عديدة من الخبرة، إنها مؤلفة ليس أقل من 16 كتاب تتناول علم نفس الطفل ودور الأهل. إنها أيضاً مدونة ناجحة وناشطة على الانستغرام (أكثر من مليون ونصف متابع).
وكي تجمع بين النظري والعملي، فهي أم ل 5 أولاد ومتزوجة منذ أكثر من 20 سنة. لا شك أنها تعرف عن ماذا تتكلم عندما تعالج مشاكل الطفولة والعائلة !
حتى تساعد الاهل الشباب والأهل ذوي الخبرة، تقدم إليكم هذه الأم وعالمة النفس المشهورة أثمن 5 نصائح في تربية الأولاد
تعلموا كيف تهدأون
تؤثر حالة فكر الأهل كثيراً على المنزل والعائلة : كلما كان الأهل أكثر هدوءاً، كلما كان هناك مشاكل أقل.
ولكن بما أن الحياة ليست مثالية ونحن أيضاً لسنا روبوتات، فإننا نتفاعل كلنا تجاه المواقف المثيرة للتوتر.
تنصح لاريزا سوركوفا إذن بأن تتنفسوا بحسب وتيرة معينة :
يجب أن تأخذوا 3 أنفاس عميقة وتزفروا بعمق وبقوة.
وإلا يمكنكم أن تجربوا أن تمضغوا أي شيء مهما كان؛ الشي المهم أن تقوموا بحركات المضغ بواسطة الفكين، لأنها طريقة جيدة لتشتيت دماغكم في لحظات نوبات الغضب.
يمكنكم أيضاً أن تغسلوا فمكم بالماء البارد أو تقفزوا على رجلٍ واحدة : هذه الطرق التي تبدو خرقاء ستساعدكم على البقاء هادئين وعلى عدم قول أشياء تتجاوز ما تريدون قوله.
عبّروا غالباً عن حبكم تجاه ولدكم
نميل للتفكير أن حبنا بديهي بالنسبة لولدنا، لأننا نمشي معه، نعطيه ألعاباً، نقرأ له قصصاً قبل الذهاب إلى النوم…مع هذا، كل ولد بحاجة لأن يسمع أنه محبوب. هذه الكلمات لا تؤذي أبداً. وهي أهم أيضاً عندما يولد طفل ثانٍ في العائلة، لأن الولد الأول غالباً ما يكون بحاجة لحب واهتمام أكثر، لتجنب الغيرة بين الأخوة.
خلال هذه المرحلة، لا يجب أن ينقسم حب الأم والأب، ولكن بالأحرى أن يصبح مضاعفاً. خصصوا وقتاً لأولادكم تشرحون فيه أنكم لا تحبونهم أقل من قبل واصغوا لهم بانتباه عندما يكلمونكم. حاولوا أن تخصصوا وقتاً لكل من أولادكم على انفراد تتشاركون فيه معهم تسليتهم المفضلة. لا تخافوا من أن تحبوهم كثيراً. هذا سيساعد الصغار على مواجهة الغيرة أفضل وعلى أن يكونوا حنونين وعلى أن يحبوا بدورهم.
لاتؤنبوا أولادكم قبل النوم
قد يكون من الصعب عليكم أن تسيطروا على انفعالاتكم عندما يغضبكم ولدكم. مع هذا، حتى لو كان تصرف الولد يزعجكم، من الأفضل أن ترجئوا النقاشات حول المواضيع الجدية حتى الغد.
النزاعات والشجارات قبل النوم تجعل أولادكم يخشون الوحدة وتعطيهم إحساساً أن لا أحد يحبهم. المراهقون، خصوصاً، لديهم الكثير من الأشياء في رآسهم، مختلف أنواع الحماقات التي، لسوء الحظ، يمكن أن تتجسد في الغد.
لا تكرسوا كل حياتكم لأولادكم
دوركم كأهل هو الأهم، لكنه ليس دوركم الوحيد. يجب أن لا تنسوا أنفسكم. لا تنحّوا جانباً نشاطاتكم واهتماماتكم الشخصية بانتظار أوقات أفضل. عيشوا صحبة أولادكم بملء عمركم.
افعلوا ما ترغبون بفعله، مثل متابعة دروس الرقص، قراءة كتابكم المفضل، تناول القهوة مع أصدقاء…
تستطيعون أن تكرسوا كل وجودكم للبحث عن شيء مثالي، لكن السعي نحو الكمال لن يجلب السعادة.
اعطوا نفسكم الحق في الراحة بدون الشعور بالذنب، خصصوا وقت راحة لأنفسكم، عيشوا حياتكم : سيساعدكم كل هذا على أن تخرجوا من الروتين وتشحنوا بطارياتكم. الأهل السعداء لديهم أولاد سعداء.
دعوا أولادكم يقومون بواجباتهم المدرسية بأنفسهم
بصفتنا أهلاً، نريد كلنا أن نساهم بالنجاح المدرسي لأولادنا. لكن حتى لو لم يكن سهلاً، فالأمر يستحق أن تدعوا أولادكم يتحملون مسؤولية الدراسة وأن ينجزوا مهماتهم المدرسية. بداية المدرسة هي أفضل وقت لتغرسوا فيهم أنهم يجب أن يتولوا هذه المسؤولية ويكونوا مستقلين.
المراقبة المستمرة من جانب الأهل تمنع الأولاد من أن يكبروا، فيجدون صعوبة في التعلم وفي أخذ قراراتهم الخاصة بأنفسهم.
من الضروري أن تشرحوا لأولادكم أن الدراسة ضرورية بالنسبة لهم شخصياً. إذا أخذتم هذا العبء على كتفيكم، ستصبحون عبداً له كل حياتكم. من المهم أن يعطي الاهل حرية أكثر لأولادهم، أن يسلموهم مسؤوليات أكثر فأكثر وأن يعرفوا انهم يقودونهم إلى النجاح.
بعد كل شيء، حتى الولد الذي عمره 7 سنوات يمكن أن يفعل الكثير من الأشياء من تلقاء نفسه !