كل مرة نلصق صفة ما بولد من أولادنا، أو حكماً نهائياً، أو تعميماً، كل مرة نحدد فيها أولادنا داخل تصرف معين، نحن نخاطر بأن نقوي هذا التصرف الذي لا يعجبنا عندهم.
يطلق الأخصائيون على هذا اسم النبوءة التي تتحقق ذاتياً؛ كلما سمع الولد أكثر أنه “أخرق”، كلما أصبح هكذا أكثر فأكثر، لأنه في كل مرة يقع أو يكسر شيئاً، نقول له إنه لا فائدة من محاولة أن يفعل أفضل، لأنه “هو هكذا”. بالدرجة الأولى، عبارات الأهل لها قيمة الحقيقة عند الأولاد : ” إذا قال بابا/ماما هذا، فإن هذا صحيح “.
إذا كنا نرغب في أن يكون ولدنا أكثر لطفاً، أكثر هدوءاً، أكثر ترتيباً، أكثر مهارة، أكثر انفتاحاً، لنتوقف عن قول عبارات كهذه في كل المناسبات ” ابني نزق جداً “، ” ابنتي غير قادرة على الصبر أكثر “، ” يا له من أخرق ! “، ” لا تكوني خجولة ! “، الخ…
في الواقع، الفكرة هي أن لا نقيّد الولد في مكان واحد وإذا كان لدينا صورة معينة عنه (وبالتالي هو سيمتلك هذه الصورة عن نفسه)، يجب أن نفعل كل شيء لنكسر هذه الصورة !
أن نضعه في موقف يرى نفسه فيه من وجهة نظر أخرى، مثلاً أن نسلّمه شيئاً مهماً يتحمل مسؤولية تشغيله إذا كان شارداً دائماً، أن نجعله يعتني بحيوان أليف إذا كان أخرق أو مندفعاً، الخ.مدهشة هي التغييرات التي تحدث في تصرفات الأولاد عندما نشعرهم بالتقدير أو بالتشجيع.
أنا أفكر بتلك الفتاة الصغيرة التي أخذت تعتني بخطها عندما بدأت أمها تمتدح الرسالة الوحيدة المكتوبة بشكل صحيح في دفترها، بعد أشهر وأشهر من التأنيب والوعظ والتركيز على كتابتها غير المقروؤة…
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من التربية الذكية مفيدة، نرجو منكم أن تشاركوها مع غيركم من الآباء والأمهات.