هناك إعاقة مهمة في الدماغ البشري، فهو ينسخ، يركز، يسجل، ويخزّن التّجارب السّلبية أكثر منها الإيجابية إلا أنّ هذه الآلية ليست حتمية بشرط ان نعتاد أكثر فأكثر على الاستمتاع بالمشاعر الإيجابية. من الجيد أن نتذكر كل يوم لحظة سعيدة كالنجاح في العمل، عناق قريب ما، أو وجبة لذيذة مع الأصدقاء… ركّز على هذه التّجربة من دون التّفكير في أي شيء آخر لمدة 20 ثانية، وعاود عيش اللحظة من خلال حواسك الخمسة.
- البصر : ما هي الصور التي كانت أمامك؟ هل كان هناك من لون مسيطر؟ كيف كانت شدة الضوء؟
- السّمع : ما هي الأصوات التي سمعتها؟
- اللّمس الخارجي : ما هي الاحاسيس التي تمكنت من الشعور بها على جلدي؟
- اللّمس الداخلي : ما هي الأحاسيس الرائعة والمشاعر التي شعرت بها في نفسي؟
- الشّم : هل كان هناك من رائحة مسيطرة؟ عطر ما ربما ؟ أو الهواء فحسب الذي استطعت الشعور به وهو يدخل في خياشيمي؟
إذن، ستؤثر هذه التجربة بعمق في الذاكرة على نحو دائم.
يستطيع هذا التمرين على سبيل المثال مساعدتنا في إعادة خلق علاقة هادئة مع جسدنا. فعندما نعيش المعاناة، تسيطر التجارب الجسدية غير السارّة على فكرنا وينصب تركيزنا تلقائيًا على الأمور التي لا تسير على ما يرام، وتمسي بالتالي العلاقة بجسدنا علاقة نزاع وكره يدفعنا نحو السيطرة عليه أو بالعكس نحو إهماله.
قد يكون من الأنسب إذن أخذ بعض الوقت للعودة إلى الحالة التي كنت أشعر فيها بالارتياح مع جسدي، تحت ما يسمى ” الاعتناء بالنفس ” الذي قد يكون استحمامًا مريحًا، نزهة في الجبال اختبرت فيها مشاعر جسدية رائعة، عناقًا، أو وجبةً في خلالها ملأت بطني من دون أن أشعر بالتخمة.
في خلال هذه الصورة، من المثير للاهتمام ربط شعور الامتنان، امتنان أن تمتلك جسدًا يسمح لك بالتحرك، والشعور، واللمس، والأكل … جسدًا يسمح لك بالعيش.
قم بالاختبار لمدة أسبوع واحد وشاهد ما إذا كان هذا سيمدك بالطّاقات الجيدة.
تجربة موفقة