Site icon التربية الذكية

الأولاد لا يقولون إنهم قلقون، إنهم يقولون: “بطني تؤلمني “

Icon vector created by brgfx - www.freepik.com

استناداً إلى CBS News، فإن ما بين %8 و25% من الأولاد الذين يعانون من أوجاع مستمرة في المعدة، بدون سبب طبي واضح، يعانون في الحقيقة من ما نسميه “وجع بطن وظيفي”. في هذه الحالة، الجهاز الهضمي يعمل كما يجب، بدون أي التهاب أو مرض ملحوظ. هكذا، عندما يقول لكم ولدكم إن بطنه تؤلمه، فهذا لا يعني أن الألم ليس حقيقياً، لكن مصدره ببساطة في مكان آخر.

ولدكم يشكو من أوجاع البطن في اليوم الأول من المدرسة أو قبل امتحان أو أي حدث آخر ؟ في الواقع، هذه الحالة منتشرة كثيراً لأن قلق الطفل يعبّر عن نفسه من خلال آلام البطن. صرحت الدكتورة ايفا سيزيجثي لزملائها في CBS قائلة :”إنه في الواقع أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لتغيّب الأولاد والمراهقين عن المدرسة وزيارتهم للطبيب”.

المعدة هي “دماغ ثانٍ”

عندما ننظر عن كثب إلى داخل جهازنا الهضمي، نكتشف هناك نظاماً بيئياً من البكتيريا وشبكة واسعة من الخلايا العصبية تعمل في هذه البيئة الخفية. وهكذا، فإن الجهاز العصبي المعوي هو شبكة من الخلايا العصبية التي تغطي كامل الجهاز الهضمي. وهو في الحقيقة ما يؤدي إلى هذا الشعور الشهير بفراشات في المعدة أو الإحساس بأن هناك ثقباً في المعدة كرد فعل على الضغط النفسي. بتعبير آخر، تعكس المعدة باستمرار مشاعرنا وانفعالاتنا.

من جهة أخرى، يصنّف البروفسور مايكل جيرشون من جامعة كولومبيا المعدة على أنها “دماغ ثانٍ”. لهذا السبب فإن العصبية والقلق اللذان يسيطران على عقل ولدكم يمكن أن يخلقا هذا الإحساس بالألم في منطقة البطن.

العواقب في سن الرشد

تكشف دراسة حديثة نشرتها مجلة Pediatrics أن %51 من الأشخاص الذين كانوا يعانون من آلام في البطن وهم أطفال، عانوا من نوع من أنواع القلق خلال حياتهم. صرحت البروفسورة في طب الأطفال من جامعة Vanderbilt في ناشفيل بولاية تينيسي، وهي المشرفة على هذه الدراسة، لمجلة HealthDay :”الأشخاص الذين كانوا يعانون من آلام في المعدة منذ عشر سنوات، يواصلون الشعور باضطرابات لها علاقة بالقلق، حتى لو لم يتم التعبير عنها عن طريق أوجاع المعدة”.

على سبيل المقارنة، أكدت الدراسة أيضاً أن من بين الأشخاص الذين ليس لديهم مشاكل في المعدة خلال طفولتهم، فقط %20 أصيبوا باضطراب له علاقة بالقلق خلال حياتهم.

OLYMPUS DIGITAL CAMERA

علاوة على هذا، لاحظ الباحثون أيضاً أن %40 من الأشخاص الذين سئلوا، كانوا قد شعروا بأوجاع في البطن خلال الطفولة، ثم عانوا في النهاية من الكآبة خلال حياتهم مقابل فقط %16 من الأشخاص الذين لم يعرفوا هذا النوع من المشاكل.

كيف نتصرف كأهل ؟

من المهم جداً أن نعير اهتماماً خاصاً لهذا النوع من الشكاوى، لأنه حتى بعد استبعاد كل إمكانية لأي مشكلة جسدية، من الضروري أن تفهموا أن ولدكم لا يتظاهر بالمرض. أيضاً، ينصح الأطباء بمواصلة إرسال ولدكم إلى المدرسة وتشجيعه على متابعة نشاطاته المعتادة، لأن نقص التواصل الاجتماعي قد يفاقم المشكلة على المدى الطويل.

في الواقع، بحسب ما تقول ميرندا فان تيلبرغ، البروفسورة في الطب من كلية الطب في جامعة كارولينا الشمالية :”يجب أن لا يذعر الأهل إذا كلمهم الطبيب عن القلق عند أولادهم، يكفيهم أن يطلبوا المساعدة من أخصائي في الصحة النفسية، لأن هذا هو أحد الحلول القليلة التي قد تسمح لأولادهم بالشعور أفضل”.

طرق أخرى لمساعدة ولدكم على التخفيف من قلقه

على المدى القصير : التنفس مهم جداً في هذا النوع من الحالات. اطلبوا من ولدكم ان يأخذ أنفاساً طويلة، هذا سيؤثر على حجابه الحاجز فيجعل بطنه يصعد ويهبط مما يسمح له بالتخفيف من توتره. أيضاً، اسمحوا لولدكم بالتعبير عن مشاكله، اعطوه كل اهتمامكم حتى يستطيع أن يتخطى انفعالاته.

على المدى الطويل : تأكدوا إذا كان النظام الغذائي لولدكم صحياً ومتوازناً، إذا كان يحصل على نوم كافٍ، يمارس نشاطاً جسدياً منتظماً ويأخذ وقتاً كي يسترخي. لا تترددوا في الإصغاء إلى الموسيقى المهدئة برفقته وفي تعليمه تقنية التأمل. إذا كانت الآلام مرهقة، من المهم أن تبحثوا عن مصدر المشكلة مع معالج مختص.

Exit mobile version