Site icon التربية الذكية

قريبًا سأرحل إلى الأبد ولكن لا بأس طالما هناك من سوف يقرأ هذا

الحياة قصيرة

أنا فقط في الرابعة والعشرين من العمر وحاليًا اخترتُ ربطة عنقي الأخيرة. إنها ربطة العنق التي سأضعها يوم جنازتي بعد بضعة أشهر. قد لا تتناسب مع بذلتي ولكني أظنّ أنها ممتازة للمناسبة.

أتى تشخيص السرطان متأخرًا جدًا ليعطيني على الأقل بصيص أمل بحياة طويلة ولكني أدركتُ أن أهم ما في معرفتي سلفاً أنني سأموت هو محاولتي أن أغادر هذا العالم وهو أفضل بقليل مما كان قبل أن أوجد. لا يهمّ كيف عشت حياتي إلى حد الآن ولا يهمّ وجودي أو بالتحديد خسارته لأني عشت من دون أن أفعل أي شيء تأثيره كبير.

في السابق كانت أمور كثيرة تشغل ذهني. ولكن عندما علمتُ كم تبقّى لي من الوقت توضّح لي ما هي الأمور المهمّة فعليًا.

لذا أنا أكتب إليكم لسبب أناني. أريد أن أعطي معنًى لحياتي من خلال مشاركة ما أدركته معكم:

من الصعب عليّ أن أعبّر بشكل كامل عن مشاعري حول أهميّة هذه الإدراكات البسيطة ولكن آمل أن تستمعوا إلى شخص علم كم أن الوقت قيِّم.

لستُ مستاءً فأنا أفهم الآن أن أيامي الأخيرة في هذه الحياة أصبحت مُجدية. ولكني نادم لأني لن أتمكّن من رؤية الكثير من الأمور الرائعة التي يجب أن تحصل عما قريب مثل إنشاء AI ومشروع Elon Musk التالي الرائع. آمل أيضًا أن تنتهي الحرب في سوريا وفي أوكرانيا عمّا قريب.

نهتمّ كثيرًا بصحّة جسدنا وسلامته إلى أن نموت ولا نلاحظ أن الجسد ليس إلا علبة – مغلّف لتوصيل شخصيّتنا وأفكارنا ومعتقداتنا ونوايانا إلى هذا العالم. إن كانت هذه العلبة لا تحتوي على شيء يمكنه أن يغيّر العالم إذًا ما من مشكلة إذا اختفى. أؤمن بأن لديّ إمكانيات ولكن إدراكها يتطلّب الكثير من الشجاعة.

يمكنكم أن تعيشوا على هامش حياة صنعتها الظروف تتناقص يومًا بعد يوم وساعة بعد ساعة. أو يمكنكم أن تحاربوا من أجل ما تؤمنون به وأن تكتبوا قصّة عظيمة عن حياتكم. أتمنى أن تأخذوا الخيار الصحيح.

اتركوا بصمة في هذا العالم. لتكن حياتكم مُجدية مهما كان تفسيركم لهذا الأمر. أمضوا قدمًا. المكان الذي نغادره هو ملعب رائع حيث كلّ شيء ممكن، ولكننا لسنا هنا إلى الأبد. حياتنا قصيرة ! إنها وميض في هذا الكوكب الصغير الرائع الذي يطير بسرعة هائلة في ظلمة الكون المجهول التي لا نهاية لها. لذا استمتعوا بوقتكم هنا بشغف. اجعلوه مهمًا. اجعلوا الأمر يستحق!
شكرًا.

إذا غيرت هذه الرسالة، التي قدمناها لكم من آي فراشة، شيئاً في حياتكم، انشروها مع من تعرفون لعلنا نشارك في صناعة غدٍ أفضل.

موقع التربية الذكية

Exit mobile version