لشدة ما نرغب في فعل كل شيء بأفضل طريقة ممكنة، نرتكب أحياناً أخطاء. والتربية ليست استثناءً عن هذه القاعدة. مقالنا اليوم من تربية ذكية يهدف إلى التقليل من هذه الأخطاء والتحرر من الشعور بالذنب لنتصرف بفعالية أكبر.
يحدث لي أن اقابل أمهات غارقات بشكل زائد عن اللزوم في دور الأهل وهم، بعد بضعة سنوات من التربية، يشعرن بأنهن مستنزفات بسبب طلبات أولادهن التي لا تنتهي.
يقلن لي بهيئة مندهشة :” أنا لا أفهم : لقد خصصت نفسي بالكامل لهم. أنا أصغي لهم. أنا موجودة عندما يحتاجون لي. أنا أعطي الأولوية لحاجاتهم على كل شيء. أخصص لهم كل الوقت والطاقة اللتين يحتاجونهما ومع هذا فعلاقتنا متوترة دائماً. إنهم لا يطيعونني. أشعر بالإنهاك والفشل “.
بالفعل، ما الذي يحدث ؟ لشدة ما أردن هؤلاء الأمهات أن يفعلن كل شيء بأفضل طريقة ممكنة، فقد بقين في خدمة أولادهن كما لو أنهم ما زالوا أطفالاً رضعاً.
لنعد بالزمن إلى مرحلة أساسية في تطور الولد
في الأشهر الأولى من حياته، رأى الولد كل طلباته، كل حاجاته تلبى في الحال : أنا جائع، تصل الماما. أنا مبلل، ماما ستغير لي. أريد أن أشعر بالأمان، ماما ستأخذني بين ذراعيها. هذا الأمر طوّر عند كل منا ما يمكن أن نسميه : وهم القدرة الخارقة الطفولية. هذا يعني أن العالم يدور من حولنا، أن العالم في خدمتنا.
في خلال بضعة أشهر، من الضروري للطفل أن نقوم بعملية قطع للعلاقة
خلال الفترة التي تبدأ من نهاية السنة الأولى حتى 4-5 سنوات تقريباً، من المهم للأهل أن يضعوا حداً لوهم القدرة الخارقة الطفولية. وهذا ما يبني شخصية الشخص البالغ المستقبلية. يمكن أن نختصر هذا بالنسبة للولد :
أنا أنادي ماما ولكنها لا تأتي لأنها مشغولة بشيء آخر.
سيتعلم الولد من خلال الألم أن رغباته ليست كلها ذات سلطة غير محدودة. وهذه المرحلة أحياناً صعبة على الأم أكثر منها على الولد.
لكنه من خلال المرور بمعاناة الإحباط، يتحضر للعيش بهدوء عندما يتواصل مع الآخرين. يتعلم كيف يكون جديراً بالعثور على السعادة في مجتمع لن يستطيع أن يلبي كل طلباته.
إذا وجدتم هذه المقالة التي قدمناها لكم من التربية الذكية مفيدة، لا تترددوا في مشاركتها مع غيركم من الآباء والأمهات. شكراً لكم !