لزمن طويل جداً، حاولت أن أحارب مشاعري الحقيقية.
كنت أشعر بالسوء وبالضعف بسبب الحزن. كنت أخاف من الحب.
أصبحت خبيراً في ارتداء قناع عندما أشعر بأحد هذه الأشياء.
بعض الأشخاص يقمعون مشاعرهم بالكحول، المخدرات، التسوق أو العلاقات الحميمة. أنا أخفي مشاعري بالسيطرة. أنا أحتفظ بالسيطرة على كل مشاعري بيدٍ من حديد.
أحد أشهر العناوين لكل برنامج من 12 مرحلة هو :”يجب أن تشعر كي تشفى”. بما أنني أكره الشعور بكل ما يجعلني عرضة للألم، فهي أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق.
لأنني لم أشعر بألم وبحزن أكبر مما شعرت به في السنتين الأخيرتين. ومع هذا، كان هذا الألم هو المحرك لأكبر عملية تغيير في حياتي.
كل شيء مجنون أو سيء نفعله في حياتنا وراءه عامل محفز. شيء حرّك الحدث الذي أوصلنا إلى المكان الذي لم نفكر أن نصل إليه. قد يكون موت شخص عزيز، ذكرى صدمة من الطفولة، لقاء روح أخرى تعكسنا كمرآة وتجبرنا على رؤية ما لا نريد أن نراه. ونحن هنا لأننا لا نستطيع تجاوز الألم الحقيقي الذي يختبئ وراءه. لذلك نبحث عن طرق للهروب منه.
لكن الحل الوحيد موجود بداخلنا.
في المشاعر. في الألم. في الجرح. في العزلة. ليس هناك وسيلة أخرى.
صدقوني. لقد حاولت.
لقد جربت سابقاً كل الوسائل. وأستطيع أن أقول لكم إنه ليس هناك فائدة منها. يجب أن تشعروا بانفعالاتكم لكي تشفوها، عليكم أن تخترقوها لكي تمروا عبرها إلى الجهة الأخرى.
التأمل هو جزء من أفضل الوسائل لفعل هذا. أتريدون أن تشعروا ؟ هدئوا فكركم، حاولوا مع أنفسكم وانظروا ما الذي يظهر. اطرحوا على أنفسكم الأسئلة الصعبة فعلاً :
- هل أنا حاضر في حياتي أو فاقد الأحاسيس لكي لا أشعر بها ؟
- ماذا أخفي ؟
- ما الذي أشعر به في قلبي فعلاً ؟
- إذا كنت أعير اهتماماً لما كان يظنه الآخرون عني، ما الذي كنت سأقوله ولا أقوله الآن ؟
لاحقوا مشاعركم. لا تتوقفوا عند البداية. اذهبوا إلى المستوى التالي.
لا تتوقفوا ببساطة عند “أخاف…”. ابحثوا عن الأسباب. هل تخافون من أن تكونوا وحدكم ؟ هل هذا يجعلكم تشعرون بنفس ما شعرتم به عندما توفي أبوكم ؟ هل تخشون مما سيحدث إذا كنتم وحدكم ؟
هل تستطيعون أن تسامحوا أنفسكم لأنكم خفتم من هذا وشعرتم به بكل بساطة ؟ تقبلوا ببساطة ان تشعروا بالخوف والوحدة.
لاحظت حديثاً أنني كنت أكبت الكثير من الانفعالات والعواطف. كنت أخجل منها لأنني أشعر أنه كان عليها أن ترحل الآن. الحزن، الهم، الوحدة، الحاجة، الرغبة، الخجل. كلما أخفيت مشاعري، كلما أصبحت أقوى.
لذلك أعطيتها صوتاً. عرفت أنني عندما أحررها، فهذا لا يعني أنها ستبقى وقتاً أطول مما أنا بحاجة لها.
سمحت لها أن تقوم بعملها في الشفاء معترفاً بوجودها. نعم، أنا دائماً حزين. أنا دائماً في حالة حداد. أنا أشعر بالوحدة وأنا بحاجة للحب.
لكن لم يعد لها سيطرة عليّ. لأنني أشعر بها الآن بدل ان أقمعها أو أخفيها أو أحاول التحكم بها.
كل شعور يخالجنا، يعلّمنا شيئاً عن أنفسنا وهو فرصة للشفاء عند مستوى أعمق. إذن لا تقمعوا مشاعركم. اسمحوا لأنفسكم بأن تشعروا بكل شيء. لا تحاولوا إصدار أي حكم. تعاطفوا مع الرحلة غير المكتملة التي قمتم بها. هذا سيوصلكم إلى مكان مدهش. إلى أكبر عملية تغيير في حياتكم.