درس علماء من مدينة نيويورك أدمغة أكثر من 100 ولد ترعرعوا في أوساط اجتماعية مختلفة. وقد لاحظوا أن حجم أدمغة الأولاد المولودين في عائلات فقيرة أصغر بنسبة 6% من أدمغة الأولاد الذين عاشوا في بيئة مريحة. لكن الفقر لا يغير فقط تكويننا الجسدي ولكنه يغير أيضاً سلوكنا.
جمعنا لكم في هذه المقالة بعض العادات التي تساعدنا على تمييز شخص عاش في وسط اجتماعي فقير. وأكملنا المعلومات النظرية بقصص حقيقية.
إنهم يميلون لأن يدفعوا أكثر وذلك فقط لأن هذا يشعرهم بالراحة
إذا كان الأهل مقتصدين جداً ويحسبون كل قرش ينفقونه، فإن ولدهم، عندما يكبر، قد يشعر بالانزعاج من فكرة أن يضبط ميزانيته. فهو مستعد لأن يدفع أكثر، فقط لكي لا يشعر بالضيق والانزعاج. أكثر موقف يجعله يشعر بالتوتر هو عندما يفكر أن عليه أن يضع بعض المال جانباً.
- “مرتبي جيد ويسمح لي بإنفاق ما أريد من مال. تخيلوا أن ليس لدي قطع نقدية صغيرة لأدفع ثمن بطاقة الباص. كما أنني أكره الباص. لهذا أنا أطلب تاكسي فقط لأنني أستطيع أن أدفع له. لا أريد أن أفسد ثانية واحدة من حياتي بالتفكير في الطريقة التي أستطيع بها أن أقتصد بها القليل من المال، كما كانت تفعل أمي”.
إنهم ينفقون المال بمجرد أن يصل إلى أيديهم
مبلغ ضخم من المال بين يدي شخص ترعرع في الفقر أمر لا يعني شيئاً. ما إن يتلقى النقود حتى ينفقها بشكل غريزي لأنه يخاف من أن تختفي بطريقة أو بأخرى. مثلاً، هناك العديد من الحالات الغريبة التي ربح فيها أشخاص فقراء جائزة اللوتو، ولكنهم بددوا كل النقود خلال شهور معدودة.
- “عندما وصلت إلى مرحلة الاكتفاء المادي، لم أستطع التحكم في ميزانيتي إطلاقاً. كانت مهمة مستحيلة. ما إن أقبض مرتبي حتى أنفقه فوراً. في بداية استقلاليتي، لم أكن أنحي أي مبلغ جانباً. لحسن الحظ أنني فتحت اليوم حساب ادخار أضع فيه كل شهر نسبة مئوية من مردودي المالي. لكنني ما زلت أقع في فخ الرغبة في شراء أشياء عديمة القيمة من وقت لآخر. وعادةً ما تكون مستحضرات تجميل بسيطة”.
إذا قدمنا شيئاً مجانياً لهؤلاء الأشخاص، فسيحترقون خجلاً
أي نقاش حول موضوع المال يمكن أن يكون مصدراً للإزعاج لهؤلاء الأشخاص، وخصوصاً إذا تعلق الأمر بتقدمة مجانية أو حسومات كبيرة. مثل تقديم بطاقات مطعم أو اشتراك نادي رياضي مجاناً من إدارة الشركة التي يعملون فيها. فهم يعتبرون هذه الامتيازات غير مقبولة أو يوافقون عليها مع شعور كبير بالضيق.
إذا كبر الشخص في عائلة مواردها المالية شحيحة، سيشعر بالخجل من تناول الطعام على مرأى من الغير. سيفضل أن يدفع من أجل المنتج أو الخدمة فقط لأنه يستطيع أن يفعل هذا. حتى إذا كان الشيء الذي اكتسبه لا يفيده بشيء، على غرار الاشياء الصغيرة العديمة القيمة التي يعرضها موظفو الصندوق في السوبرماركت في إطار عملهم.
- “أقدم دائماً هبات لجمعيات خيرية حتى لو لم أكن مستطيعاً. مثلاً، عندما أذهب إلى السوبرماركت ويسألني موظف الصندوق إذا كنت أرغب في التبرع لجمعية، أعطيه المبلغ المطلوب حتى لو لم يكن معي غيره. أشتغل على نفسي كي أتخلص من هذه العادة، ولكن محاولاتي ما زالت غير مجدية لغاية اللحظة”.
يخافون من تفعيل خاصية السحب الإلكتروني ويدفعون فواتيرهم في آخر لحظة
عندما يكبر مواليد العائلات الفقيرة، يخشون من السحب الإلكتروني.
لسوء الحظ، ليس هناك أي إثبات علمي لهذا السلوك. لكن هناك الكثير من النقاشات على الأنترنت حول العادات التي يود هؤلاء الأشخاص أن يتخلصوا منها دون جدوى. وقد أشار العديد منهم إلى أن طرق الدفع الألكتروني تضعهم في حالة من التوتر.
- “لا أستطيع تحويل مبلغ عن طريق الدفع الألكتروني مهما كان الهدف. حتى لو كان هذا عملياً جداً لأنني لن أعود بحاجة إلى سحب مبلغ من أجل تسديد النفقات. ولكن هناك صوت ضعيف في رأسي يقول لي :”وماذا لو احتجت لهذا المبلغ من أجل شيء أهم بكثير ؟ على كل حال، أستطيع أن أدفع فاتورة الكهرباء في خلال 60 يوم، فلماذا افعل ذلك قبل ؟” هذا الخوف ما زال يغمرني حتى اليوم”.
وأنتم، بحسب رأيكم، ما هي التصرفات والوقائع التي تفضح الاشخاص القادمين من خلفية اجتماعية محرومة ؟ لا تترددوا في طرح رأيكم وفي مشاركتنا تجربتكم في التعليقات !