لا بدّ من أنكم لاحظتم أن عقلنا يعشق توليد الكلمات (أي ما نسمّيه بتوارد الأفكار). لنتخيّل شابّة ليست راضية عن جسمها. لا شكّ بأن الأفكار التالية تراودها باستمرار:
- “أنت ممتلئة جدًا”
- “تفتقدين إلى الإرادة”
- “كيف يمكنكِ أن تتركي نفسكِ هكذا؟”
- “كان يجب أن تتوقّفي عن الأكل”
- “كان يجب أن تتبعي حمية بروتينات”
- “لن تكوني سعيدة إلّا إذا خسرتِ بعض الوزن”
- “ما من أحد يحب امرأة بسمنتكِ”
- “يجب ألا آكل السكاكر”
يمكن أن نتخيّل هذا الشخص نفسه بعد الإفراط بالأكل تراوده الأفكار التالية:
- “لا تتمتّعين بأي إرادة”
- “في كلّ المرّة الأمر نفسه. تجيدين البدء بالحمية ولكنك سرعان ما تتخلّين عنها”
- “غدًا لن تأكلي سوى الحساء واللبن الرائب الخالي من الدسم”
ما من شيء ليس طبيعيًا في هذا فرؤوسنا تحبّ توليد هذا النوع من العبارات. سمحت دراسات حديثة بتقدير أن ثلثَيّ الأفكار التي تراودنا عن أنفسنا هي أفكار سيئة وانتقاديّة. وفي أكثر الأحيان (لا سيّما عندما نمرّ في معاناة) نشعر بأن هذه الأفكار هي الحقيقة وأن ليس لدينا خيار آخر سوى أن نتبعها.
بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون بسبب وزنهم يمكن أن يُتَرجَم ذلك بتصرّفات مؤذية: الحميات القاسية، ممارسة الكثير من الرياضة و/أو سلوك الاستسلام (لمَ عليّ أن أبذل جهدًا وحياتي فشل بحدّ ذاتها) وهذا الأمر يفاقم الاستياء.
في كافة الحالات تميل هذه الدوامة من الأفكار إلى إبعادنا عن حياة مليئة بالمعاني.
ندعوكم، في هذا المقال من التربية الذكية، إلى مراقبة أفكاركم وإلى أن تطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: هل يسمح لي هذا التفكير بأن أتقدّم إلى ما هو حقًا لمصلحتي؟ أم أن هذا التفكير يُغرقني أكثر في المعاناة؟
تذكّروا دائمًا أن الخيار لكم بألّا تكونوا عبيدًا لأفكاركم.