ربما ترتبكون إذا ضربكم إبنكم عندما يكون غاضبًا. وربما تتساءلون عن سبب ردّة فعل كهذه بينما أنتم تكرّسون نفسكم بالكامل لصغيركم.
إليكم كيف يمكنكم أن تتدخّلوا عندما يتصرّف ابنكم بطريقة عدائية إزاء حدود وضعتموها له؟
يمكن لعدّة أسباب أن تدفع ولدًا إلى التصرّف بعدائيّة أحيانًا يتصرّف الطفل الصغير بطريقة جسديّة من خلال الضرب والصراخ عندما تُحبِطه حدود ما.
وذلك لأنه لا يملك الكثير من السيطرة على نفسه ولأنه لا يعرف كيف يستخدم كلماته جيّدًا لكي يعبّر عن مشاعره.
لكن مع نموّه سيتعلّم السيطرة على نفسه أكثر فأكثر.
وأحيانًا يختبر طفلكم حدودكم من خلال تصرّفات عنيفة، فيتخيّل أنكم ستستسلمون لرغباته إذا تصرّف بهذه الطريقة.
لذا يجب أن تكون ردّة فعلكم سريعة بعد هذه الحركة لكي تقولوا له إن هذا التصرّف غير مقبول وبعد ذلك شجّعوه على التعبير عن إحباطاته بالقول.
ربما يدفعكم ابنكم بقوّة لكي يعبّر عن رغبته في البقاء بمفرده. ربما يشعر أن المداعبة تمنعه من اللعب ومن اكتشاف محيطه بطريقة مستقلّة.
أهميّة التصرّف بسرعة
حتى وإن كانت خيبة أمل طفلكم شرعيّة، من الضروري أن يتعلّم توجيه غضبه بطريقة مقبولة. يجب عدم الإستهانة بأي حركة عنيفة من طفلكم تجاهكم.
يجب أن يبدأ تعلّم احترام الآخرين من قلب الأسرة حتى ولو كان طفلكم صغيرًا جدًا. ما إن يصبح قادرًا على فهم معنى
كلمة “لا” يستطيع صغيركم أن يفهم الحدود التي وضعتموها له. ومن خلال احترامكم في بادئ الأمر سيتعلّم الإعتراف بحقوق الآخرين وإن أجبره ذلك أحيانًا على وضع رغباته في المقام الثاني.
أنتم تمثّلون لطفلكم أوّل مصدر أمن جسدي ونفسي. لذا من الضروري ألّا تسمحوا له أن يطالكم بتصرّفاته وأن تكون ردّة فعلكم سريعة وهادئة لكي تستمرّوا بتأمين بيئة آمنة له.
تذكّروا أيضًا أن صغيركم بحاجة إلى حدود. ومن خلال التفسير له بطرق بسيطة الحركات المقبولة وغير المقبولة ستحمونه وتساعدونه
في تطوير قدرته على التواصل مع الآخرين. حتى لو شعرتم بأنكم تولّدون ردّات فعل سلبيّة عند طفلكم فاستمرار تدخّلاتكم
ستكون الكاسبة على المدى البعيد. وسرعان ما سيفهم طفلكم ما تنتظرون منه وسيطوّر مهارات لكي يعبّر عن عواطفه السلبيّة بشكل أفضل.
كيف تتدخّلون إذا ضربكم طفلكم؟
قفوا على مستواه لكي تتمكّنوا من النظر في عينيه. عبّروا بصرامة وبهدوء عن عدم رضاكم.
قولوا له مثلًا “أنا لا أقبل أن تضربني.
في عائلتنا نحن لا نضرب.” أو “من حقّك أن تغضب ولكن لن أدعك تؤذيني”.
عندما يضربكم صغيركم لا تضربوه في المقابل لكي تثبتوا له أن هذا مؤلم. فعندما تتصرّفون بهذه الطريقة ستسبّبون الحيرة لابنكم: لا تريدونه أن يضرب ولكنكم تضربون. لا تنسوا أنكم أوّل نموذج أمام طفلكم.
افرضوا وقتًا للتوقف. يمكنكم مثلًا أن تجعلوا طفلكم يتراجع. هذه اللحظات القصيرة تسمح لكم بأن تهدأوا وأن تكونوا قادرين في ما بعد على العودة إلى ما حصل.
وإذا استمرّ طفلكم بضربكم قولوا له إنكم ستنتقلون إلى غرفة أخرى لأنكم لا تقبلون أن تُضرَبوا وأنتم بحاجة إلى أن تهدأوا. قولوا له إنكم سترضون عنه من جديد حين لا يعود يضربكم.
إذا تبعكم لكي يضربكم إذًا ربما طفلكم يبحث عن التواصل معكم. حاولوا أن تحتضنوه بحنان وبشدّة لكي تداعبوه حتى ولو قاوم في البداية لا تفلتوه. هذا الأمر يسمح له بأن يهدأ.
وعندما يعود إلى الهدوء إعرفوا بماذا شعر طفلكم وقولوا له بماذا شعرتم. إقترحوا عليه نموذجًا للتعبير مثل “أظنّ أنك غضبت لأن..
ولكني لا أقبل أن تضربني. يمكنك أن تقول لي ما تريد بالكلام.” هنّئوا طفلكم عندما ينجح في التحكّم بعواطفه ويعبّر بالكلام عن غضبه أو حاجاته.