أكنتم تعرفون أن وضع حدود ل “عمر السنتين المرعب” يساعد الطفل عندما يصبح بالغاً ؟
بالنسبة لأغلبية الأهل، تربية ولد عمره سنتين تفرض الكثير من التحديات. هذا العمر المرعب قد يجعلنا نفقد صبرنا والسيطرة على أعصابنا. وهنا تبدأ الأسئلة الكبيرة، النقاشات، الخلافات بين الأهل. بالإضافة إلى الأجداد والأقارب الذين يتدخلون فيوزعون النصائح وعكسها…
يعتقد بعض الأهل أن الطفل بعمر السنتين أصغر من أن يتلقى تأديباً بينما يعتقد آخرون أن الأولوية هي لوضع القواعد والحدود في وقت مبكر من عمر الطفل.
إن وضع الحدود للأطفال الحديثي السن هو فن بحد ذاته، فالطفل في هذه المرحلة من حياته يرغب بالحصول على الكثير من الاستقلالية وفعل ما يريد عندما يريد وكما يريد.
يعتقد طفلكم، في هذا العمر، أن نوبات غضبه تخوّله الحصول على كل ما يريده. لهذا، من المهم جداً أن يحافظ الأهل على هدوئهم !
الحدود والقواعد مهمة، حتى في هذا العمر الصغير. فهي تجعل الصغير يعي قيمته الذاتية ويحترم نفسه كما يحترم الآخرين.
إذن، الآن، بعد أن عرفنا أن الحدود مهمة، كيف نضعها ؟ ومن يجب أن يضعها ؟
يتحمل الأب والأم، كلاهما، مسؤولية وضع الحدود لولدهم في عمر السنتين. لذلك يجب أن يتفقا على هذا الموضوع ويعلموا به باقي العائلة، لكي يشارك الجميع في جعله يحترمها. في لحظة وضع الحدود، يجب أن يأخذ الأهل بعين الاعتبار قدرات ولدهم.
إليكم 7 حيل كي تضعوا حدوداً لولدكم في عمر السنتين المرعب !
- أعطوا تعليمات دقيقة وواضحة
الصغار في عمر السنتين لا يفهمون التعليمات المجردة جداً. يجب أن نعلمهم بالتصرفات التي ننتظرها منهم. يجب أن نقول للولد مثلاً “اجلس جيداً” و “كن عاقلاً”، ولكن يجب أن نشرح له ما هو جيد وما هو ليس كذلك، وما معنى عاقلاً ! - تكلموا بطريقة حازمة وهادئة
يجب أن نشرح للصغير القواعد بطريقة هادئة وبنبرة جدية. تستطيعون أن تكتبوا هذه القواعد وتعلقوها في مكان ظاهر. إذا أخطأ أو خالف القواعد المكتوبة، ذكّروه بالحدود بطريقة هادئة، بدون أن تصرخوا عليه لأنه قد يتصرف عندها بطريقة أسوأ. - لا تستسلموا
يجب أن تحافظوا بحزم على موقفكم عند كلمة “لا”. لا تستسلموا حتى إذا بدأ الطفل يتوسل إليكم او يبكي أو حتى يعتدي عليكم. إذا كان هناك قاعدة موضوعة، يجب أن تحافظوا عليها مهما حدث. إذا استسلمتم، سيلاحظ الولد أنه يستطيع الحصول على ما يريد عندما يبكي أو يحرد. - استخدموا عبارات إيجابية
يخضع الأولاد بشكل أفضل للحدود التي يتم التعبير عنها بطريقة إيجابية. بدل أن تطلبوا من الولد ألا يصرخ مثلاً، اطلبوا منه أن يتكلم بصوت خفيض وبهدوء.
في حال ضرب ولداً آخر مثلاً، يجب أن لا نقول له فقط أن لا يضرب. يجب بالاحرى أن نشرح له كيف يتعامل مع الاولاد الآخرين بحب واحترام. - ابقوا واعين لشخصية الولد
ليس كل الاولاد متشابهين. بعض الأولاد بحاجة إلى تحذير بسيط، بينما يحتاج آخرون إلى أن يغضب أهلهم كي يطيعوا. إذا لم يستجب ولدكم من المرة الأولى، يجب أن تكرروا المحاولة مرة تلو الأخرى. - كونوا متفقين كأهل
إذا منع الأب شيئاً ما، يجب على الأم أن تحترم هذا القرار وتدعمه والعكس صحيح. لأنه إذا سمح أحد الوالدين بشيء منعه الآخر، سيعتبر الولد أن ليس هناك داعٍ كي يطيع أوامر أحد والديه وسيلجأ للآخر كي يحصل على دعمه. - ضعوا روتيناً ثابتاً
يجب احترام الروتين الذي تضعونه. إذا حددتم ساعة معينة للأكل أو النوم، يجب أن تحرصوا على احترامها، لتساعدوا ولدكم على تنفيذ ما قررتم أن عليه أن يفعله.
إذا لم يرد أن ينام، ضعوه في السرير واشرحوا له أنه إذا لم ينم باكراً، سيستيقظ متعباً.
إليكم فوائد وضع حدود لولد عمره سنتان
عندما يضع الأهل قواعد وحدوداً لولدهم، هناك العديد من الفوائد التي تتحقق. مثل :
- وهو يكبر، يتعلم أنه من الضروري الالتزام بالقوانين. هذا سيفيده عندما يصبح راشداً.
- سيصبح شخصاً مسؤولاً.
- سيعيش الشعور بالأمان عندما يعرف أي موقف عليه أن يتبناه وما هو جيد أو سيء.
- ستساعده الحدود في تطوير تقديره الشخصي لنفسه.
باختصار، من الضروري أن تضعوا حدوداً لولد عمره سنتان لكي يكون مطيعاً ومسؤولاً.
قد يبدو لكم هذا معقداً، ولكنه ليس صعباً جداً. ضعوا حدوداً لأولادكم، ولكن دائماً بكل محبة.