بين 18 شهراً وسنتين، يدخل الأولاد في مرحلة ال “لا”. يبدأ الولد بالاعتراض، بتنمية شخصيته الخاصة، يريد أن يصبح شخصاً منفصلاً عن أهله ويبحث عن تعريف لنفسه : من أنا؟
إنها الثقة بشخصيتهم الخاصة
عندما يحترم الأهل رغبات أولادهم، حاجاتهم، مشاعرهم، انفعالاتهم، خياراتهم، وأحكامهم، فهم يشاركون في تقوية ثقة الولد في شخصيته الخاصة.
عندما يثق الولد بشخصيته الخاصة فهذا يعني أن يثق بمشاعره الخاصة، بانفعالاته وأفكاره وأحاسيسه. لهذا الغرض، فالولد بحاجة إلى النظرة الراعية والمتفهمة للأهل الذين يأذنون له بأن يكون نفسه ومختلفاً عنهم. عندما ينظر الأهل إلى الولد ويحترمونه (جسمه، حقوقه، حدوده الخاصة، ممتلكاته حتى لو كانت حصى جمعها من الحديقة)، عندها يمكن للولد أن يجد نفسه ويعمل من أجلها.
ثقة الولد في أفكاره الخاصة هي التي تسمح له بأن يقاوم التأثير الاجتماعي، بأن يفكر من تلقاء ذاته، بأن يتحدى الاحكام المسبقة. هذا الشكل من الثقة بنفسه يتطلب التسامح مع الشعور بالوحدة، بالخطأ، بالمواجهة، ويتطلب قوة داخلية صلبة.
- لديك الحق في أن تشعر بالأشياء بطريقة مختلفة عني، أن تحب ما لا أحبه وأن لا تحب ما أحبه.
- لديك الحق في أن تظهر قلقك، حزنك، خوفك، فرحك.
- لديك الحق في أن يكون عندك حاجات وأن تعبّر عنها.
- لديك الحق في امتلاك وجهات نظر مختلفة عني.
لماذا يتمتع بعض الأولاد بثقة عارمة بالنفس فيما آخرون يغرقون بالخجل ؟ هل هناك رابط وراثي أم التربية فقط هي المسؤولة عن ثقة أولادنا بأنفسهم أو قلة هذه الثقة ؟ وماذا عليكم أنتم الأهل معرفته عن الثقة بالنفس حتى تربوا أولاداً واثقين بأنفسهم مميزين في المجتمع؟
تشير الدراسات إلى أن السبب وراء شعور الولد بالثقة بالنفس أو الخجل يعود إلى الوراثة وإلى التربية على حد سواء . ولكنّ جميع الخبراء يتّفقون على أن الأهل يلعبون دوراً أساسياً في كيفية تطوّر ثقة أولادهم بأنفسهم.
يقول عالم النفس الأسترالي أندرو فولر، وهو مؤلّف كتب مثل Tricky Kids “، انه بغض النظر عن كونها سمة موروثة أم لا، فإن الثقة بالنفس هي احدى أقوى السمات على الإطلاق وأكثرها صعوبة للتحديد، وهي مزايا يمكن أن تساعد على النجاح في الحياة – ويحتاج الأولاد الى انخراط أهلهم في العملية لكي يبلغوا أقصى حدّ ممكن من الثقة بالنفس.
ويقول: ” ان بناء الثقة يعني أن أطفالنا يكتسبون الشجاعة لتجربة أشياء جديدة.” ويضيف أن التشجيع هو أداة فعّالة لبناء الثقة يستطيع الأهل استخدامها.