سنحاول في هذا المقال أن نعيد النظر في بعض المبادئ التربوية التي عفا عليها الزمن وحان الوقت لتغييرها
أنتم تتساءلون غالباً إذا كانت المبادئ التي تربون على أساسها أولادكم هي الأصلح ؟ هل تقومون بتحديثها غالباً بحسب واقع الحياة الحديثة ؟ نحن كلنا تقودنا أو ترشدنا، بدرجات متفاوتة، القواعد التي وصلتنا من أهلنا :”اعمل جيداً”، “ابذل جهدك”، “عندما تكبر، ستكون الرئيس”…
لكن العالمة النفسية المتخصصة بالأولاد، ومؤلفة العديد من الكتب والمواضيع العلمية، L. Petranovskaia، تخبرنا أننا إذا فعلنا هذا، فإننا نحضّر أولادنا إلى عالم الأمس وليس إلى عالم الغد.
3. يجب أن تكتسب أكبر عدد ممكن من المهارات
تصرخون في وجه ولدكم عندما تجدون أنه عاجز عن أن يقول لكم من هو توماس أديسون :”كيف يمكنك أن لا تعرف هذا ؟”. الحقيقة أن معرفة هذا أو عدم معرفته لن يكون لها أدنى تأثير على حياته المستقبلية. كما أنه يستطيع العثور على الجواب في خلال بضع ثوانٍ على الأنترنت.
إليكم المهارة المطلوبة اليوم : القدرة على العثور على المعلومة بسرعة، تقييم مدى صحتها ومعرفة تسجيلها واستخدامها. هذا بالضبط ما علينا تعليمه للأجيال القادمة.
الثقافة العامة مهمة، ولكنها ليست بالضرورة مفيدة في الحياة اليومية.
.2 أهم شيء هو العثور على وظيفة ثابتة
كم من الاحلام حطمتها هذه المعلومة. أتتذكرونما قاله أهلكم ؟ “عن ماذا تتكلم : كتابة قصص ؟ ولماذا ليس الشعر ما دمنا هنا ؟ هل تتكلم جدياً ؟ يجب أن تكون محاسباً، إنها مهنة جديرة بهذا الاسم !”
لكننا ننسى أنه، في غضون 10 أو15 سنة، ستتراجع أهمية مهنة معينة وبالتالي فرص العمل فيها. العالم في أيامنا يتغير باستمرار، ووحدهم الذين يعرفون كيف يبقون مرنين ويتنبأون بالتغييرات ويراجعون أنفسهم، سيستمرون.
.1 تسلق درجات السلم في المهنة هو دليل على النجاح
بالنسبة للكثيرين، القدرة على التطور مهنياً لا تتم فقط بطريقة تصاعدية (عامل، مراقب عمال، مدير وهكذا دواليك) ولكنها تحصل أيضاً بطريقة أفقية.
لديكم أمثلة من هذا النوع تحت أعينكم : كم من نجاح على شبكات التواصل الاجتماعية تحقق بفضل القدرة على الحياكة، الخياطة، الرسم والعمل على الخشب، الخ.
في عالم اليوم، أي شغف أو هواية يمكن أن تجعلوا منها عملكم المفضل. المهم هو أن تستمتعوا به وترغبوا في التقدم.
والآن…لنستبدل هذه المبادئ التي عفا عليها الزمن
لتحققوا النجاح في العالم المعاصر، كما يقول الخبراء، يجب أن تمتلكوا :
- قدرة عالية على التواصل (توقفوا عن مخاطبة ولدكم بهذه الطريقة “اجلس، اخرس واسمعني”)؛
- قدرة على التعاون والعمل ضمن فريق (هناك دائماً حالات عديدة تتطلب العمل ضمن فريق لإنجاز مشروع معين)؛
- قدرة على الإبداع وعلى التفكير خارج الإطار؛
- تفكير نقدي متطور (هذا بالضبط ما يساعد على الاستمرار في عالمنا المعاصر).
هل أنتم جاهزون لتغيير مبادئكم في التربية أم أنكم تفكرون أن هناك حقائق أبدية لا تتغير أبداً ؟
هل تعتقدون أن هذه المبادئ سيعفي عليها الزمن في خلال ثلاثين سنة ؟