سنشرح لكم في هذه المقالة ما عليكم فعله عندما يكذبون وكيف تتصرفون لتخلصوهم من أسوأ العادات ولتحولوا دون وصول ابنكم الى مرحلة يصبح مزعجاً ومصدر متاعب.
من المهم أن نربي الولد على قيّم النزاهة والصدق وأن نحول دون أن يصبح الكذب متكرراً ودائماً أيّ أن نحول دون وصول الطفل إلى مرحلة يصبح معها الكذب مزعجاً ومصدر متاعب.
تقضي أول خطوة في اكتشاف كيفية معالجة الكذبة باكتشاف السبب الذي يدفع الطفل إلى الكذب. هل يحاول الطفل تحاشي مشكلة؟ أن ينقذ ماء وجهه؟ هل هو كبير بما يكفي ليفهم أن الكذب خطأ؟
فالطفل البالغ من العمر ثلاث سنوات الذي لم تمسكي به متلبساً وهو يرسم على الجدار يعلم أن الرسم على الجدار خطأ لكن لعله لا يدرك أن الكذب بهذا الشأن خطأ. وفي مثل هذه الحالة، يفضّل أن تعلّميه قيمة الأشياء بدلاً من أن تهدديه بالعقاب.
أشيري بلطف إلى أنك تعتقدين أنه يعرف أكثر مما يقول ثم اشكريه وهنئيه إذا ما أفصح عن الحقيقة.
يمكن لهذا أن يشجّعه على قول الحقيقة في المستقبل. وما عليك فعله أكثر هو ألا تهيئي الطفل والولد كي يكذب.
إذا كنت تعلمين أن الطفل أراق الحليب على سجادة غرفة الجلوس لأنك رأيت ما حدث فلا تسأليه إذا ما أراق الحليب على السجادة بل لماذا حصل هذا.
إذا علمت أن ابنك البالغ من العمر ست عشرة سنة يدخّن لأنك وجدت سجائر في السيارة فلا تسأليه إن كان يدخّن بل اسأليه متى بدأ يدخّن.
في كافة الحالات، عبّري عن عدم رضاك عند الحديث مع الأولاد عن الكذب. كوني واضحة ومباشرة في كلامك معهم وقولي لهم إنّ الكذب خطأ واشرحي لهم السبب.
أوضحي لهم أن الكذب يقوّض الثقة، وأنهم كلما كذبوا أكثر كلما أصبح من الصعب تصديقهم حين يقولون الحقيقة.
حددي نتائج الكذب والتزمي بها. كلما نجا الولد بفعلته عندما يكذب كلما استمر في الكذب.
حاولي أن تستبقي الأمور: إذا شعرت بأنه سيلجأ إلى الكذب، قولي “سأسرّ عندما تقول لي الحقيقة.”
وتذكري أن الكذب يختلف عن الاحتفاظ بالأمور للذات وعدم مشاركتها مع الاخرين.
ويصحّ هذا بشكل خاص فيما الأولاد يقتربون من سن المراهقة، حيث يكره الولد أن يشاركك المعلومات، من دون أن يكذب حكماً.
اسمحي لهم أن ينموا حسّ الاستقلالية لديهم ما يعني أنّ عليك أن تقاومي الحاجة إلى معرفة كل ما يدور من حولك، واعلمي أن الثقة بقدرتهم على اتخاذ القرار ستقلل من إمكانية أن يكذبوا عليك في الأمور الهامة فعلاً.
ولعل الأهم بالنسبة إلى الأولاد من كافة الأعمار هو أن تشجعيهم على قول الحقيقة عبر اعطاء المثل الصحيح والتصرّف كقدوة. فمعظم الراشدين يكذبون “كذباً أبيض غير مؤذٍ” طيلة النهار، وعلى مسمع الأولاد.
لعلك كذبت بشأن عمر الولد لتحصلي على حسم على سعر البطاقة لحضور مباراة كرة القدم أو قلت لمن يتصل بك إنك لا تستطيعين الحديث لأنك على وشك الخروج في حين أنك تستعدين للجلوس لمشاهدة فيلم.
تذكّري دوماً أن الأولاد، لاسيما أولئك الذين لم يتجاوزوا العاشرة، لا يميّزون غالباً بين الكذبة الكبيرة والكذبة الصغيرة.
هم يسمعون الكذب ويعرفون ما يحصل. والكذب سلوك نتعلّمه لكنه قابل للتغيير. وكلما سمعوا الكذب أكثر، كلما اعتقدوا أنه جزء طبيعي من السلوك والعكس بالعكس.
وهذا يعني أن الحقيقة الكبرى هي أنّ تربية الأطفال الصادقين تبدأ بك ومعك.