يعتقد كثير من الأهل أن القسوة يمكن أن تعطي نتيجة ممتازة في التربية.
أجيال كثيرة تربّت بالطريقة التقليديّة القديمة التي كانت قائمة على القسوة وحتى بعض العنف الجسدي.
كم من شخص يقول: كان أهلنا يضربوننا لكنّنا أصبحنا رجالاً أقوياء ونساءً صالحات! لكن هل هذا صحيح فعلاً؟
التربية القاسية تتضمّن غضباً غير مبرّر في معظم الأحيان ولأسباب لا يمكن للأولاد أن يتوقّعوها، كما تتضمن السخرية المؤذية للمشاعر، العقاب العدائي المبالغ فيه، الصوت العالي، إلقاء اللوم على الولد بشكل مستمرّ، دفع الأولاد إلى التنافس مع غيرهم بشكل مبالغ فيه، امتلاك السلطة الكاملة على كل سلوكيات الولد وعدم ترك مساحة لحرّية الاختيار له.
الأهل الغاضبون باستمرار لا وقت لديهم للمشاعر وسماع آراء أولادهم. كلامهم قاسٍ وحاد. هم سريعو الانتقاد، ويميلون إلى إذلال الأولاد.
من الخارج يبدون واثقين بأنفسهم وبما يفعلونه لكن في الداخل نفسهم عامرة بالمخاوف وانعدام الشعور بالأمان.
- إنهم يحتاجون للقبول بسبب عدم قدرتهم على مجاملة الآخرين وخاصة أولادهم.
- إنهم بحاجة لأن يكونوا طوال الوقت على حقّ ما يجعلهم عدوانيين لا يعطون اهميّة لاحتياجات وآراء أولادهم. غضبهم عنيف وصاخب.
ينبغي أن نعرف أن العدائية والعنف غالباً ما يكونان محاولة للتغلب على الشعور بالإحباط والعجز. لكن علينا أن نعرف أنه على الرغم من أن الانفعال العنيف قد يعطينا شعوراً فوريّاً بالارتياح، إلا أن هذا الشعور لا يدوم طويلاً.
حاولوا أيها الأهل أن تكونوا أكثر توازناً، لا متراخين ولا قساة متزمّتين.
سيطروا على غضبكم الجارف وليكن موجّهاً ومضبوطاً وبعيداً عن الانفعال المجّاني لمحاولة إخافة الأولاد أو تربيتهم بالترهيب.
إنهم يحتاجون للكثير من الحلم والصبر…وهل من أحد يستحقّ أن نضبط انفعالاتنا لأجله أكثر من أولادنا ؟
هذا لا يعني السكوت عن الخطأ بل ترجيح العقلانيّة في التعاطي مع الأخطاء للتوصّل إلى نتائج إيجابيّة ملموسة.