مشكلة تدني العلامات مشكلة تواجه الكثير من الأهل. كيف على الأهل التصرف لتتحسن علامات الولد ولئلا يكره المدرسة ويرغب في تركها؟
سلامة ابنك النفسية هامة جداً وحتى لا تتدمر نفسية الولد بسبب شعوره بأنه فاشل في المدرسة يجب ان تبحثوا عن الحلول وأن تعرفوا قدراته.
هذه المقالة سترشدكم الى الطريق وتأخذ بيدكم وتقدم لكم الحلول
بالنسبة إلى الأولاد الذين لا يستطيعون اتّباع نفس السرعة التي يتعلّم بها أترابهم، تبدو المدرسة كحكم بعشر سنوات من الأشغال الشاقّـة.
يمكن أن يشعر هؤلاء باستياء شديد ويصبحوا معادين للمدرسة. إنَّ الأمر أشبه بالكفاح والنضال يوميّاً على مدى عشر سنوات فقط ليُقال لك إنَّـك فاشل ولكنّك تستمرّ في المحاولة بالرغم من كل شيء. كثيراً ما يكون الأولاد البطيئو التعلّم تحت معدّل العمر بقليل في الصف. ويزيد احتمال أن ترد في دفـتر العلامات ملاحظات مثل «يعاني صعوبة في التعلّم» أو «سوء في التركيز» أو حتّى «يحاول جاهداً».
وقد تعني هذه العبارات أنَّ العمل المدرسي يشكّل صعوبة كبرى بالنسبة إلى هذا الولد وأنَّـه من الضروري اتخاذ التدابـير المناسبة وبأسرع ما يمكن.
كيف تسـاعـد ولـدك
اِرجع إلى المعلّم لترى إذا كان التـقدّم الذي يحرزه ولدك تحت المعدّل ـ ولا تـقـبل بجملة «سوف يلحق بزملائه».
إذا لمست قلقاً عند المعلّم، اطلب إجراء تـقيـيم فكري مِن قِبل مرشد المدرسة أو عالم نـفسي :
ـلا يقـتصر هذه التـقيـيم على اختبار حاصل الذكاء IQ لكنّه يشمل فحصاً طبـيّاً دقيقاً لمعرفة طريقـة عمل دماغ الولد والطريقة الفضلى لتصميم برنامج «على قياسه» يتـناسب مع مؤهّلاته التعلّميّة.
استـناداً إلى هذا التـقيـيم، اطلب من المدرسة وضع خطّة عمل مزدوجة لا تساعد فقط الولد على تحسين مكامن ضعفه لكنّها تجد مكامن قوّته، بحيث لا يشعر أبداً أنَّـه فاشل.
في البـيت، يجب ألاّ تؤدّي خطّة العمل هذه إلى جرعة إضافية من الفروض، إلاَّ أنَّ الأستاذ الخاص يستطيع في الكثير من الأحيان تحقيق المعجزات في ما يتعلّق بالمهارات والروح المعنويّة.
امنح أيضاً ولدك الفرص المناسبة لتحقيق الإنجازات في ميادين يظهر فيها ميلاً وتميّزاً.
كل ولد فريد من نوعه، وكل ولد يجلب إلى العائلة بعض المهارات التي يمكن أن تصبح قلب ومحور شعوره بقيمته الذاتية.
يمكن للأولاد أن يُظهروا قسوة شديدة حيال كل من هو مختلف عنهم أو أضعف منهم، لذا كن مستعدّاً لحدوث بعض المضايقات أو لبعض الكلمات الجارحة (مثل: «غبي»، «أبله»، «بطّيخة»). ساعد ولدك بـبعض التكتيكات التي تسمح له بالتخلّص من المضايقات وبلّغ المعلّم بالمشكلة.
كثيراً ما يحتاج تعليم الأولاد البطيئي التعلّم إيلاء مزيد من الاهتمام للجانب العملي من التعلّم والتعليم باستخدام أمثلة ومواد من الحياة اليوميّة وتـناول العمل النظري في فترات قصيرة وتكيـيف أهداف التعلّم بحيث تصبح في متـناولهم.
قصّة حقيقية.. كاريـن
كارين هي كبرى ثلاث شقيقات. مع تـقدّمها في العمر، أصبحت شقيقاتها قادرتين على إنجاز عملها أفضل منها.
وعندما كانت تسأل أمّها عن طريقة كتابة كلمة معيّنة، كانت أختاها تـتدخّلان دائماً لإعطاء الجواب لأنَّـهما أرادتا أن يعلم الجميع بمدى ذكائهما.
غيّر والدا كارين روتين الفروض بحيث تـقوم كارين بواجباتها المنزلية وحدها بعيداً عن أختيها.
لكنّ كارين كانت تـتخلّف أكثر فأكثر عن اللحاق بزملائها. وجاء الخرق الكبير في الثانويّـة.
وجدت كارين أصدقاء جدد واختارت مواضع دراسية مختلفة ووُضعت في صفّ مع أولاد لهم نـفس قدراتها.
واكتشف أيضاً والداها أنَّـها أصبحت طاهية شابة موهوبة. استمتعت أختاها بمهاراتها الجديدة في فن الطهو، ما جعلها تـفوز باحترامهما. لم يعد هناك تـنافس لأنَّ الفـتيات أخذن يتـفوقن في مجالات مختلفة.
المصدر كتاب 3 مفاتيح للتفوق المدرسي – دار الفراشة