دليلكم كي تتفادوا تربية وحش في المستقبل !
بالنسبة لكل الأهل، ولدهم هو الأجمل، الألطف، الأفضل في كل شيء ! لهذا من الصعب جداً أن نعترف أن طفلنا الصغير قد يكون لديه عيوبه…
أغلب الأهل يريدون الأفضل لأولادهم ويتصرفون بحسب ما يرون أنه يخدم مصلحتهم. لسوء الحظ، هناك بعض الأخطاء الشائعة في التربيةوالتي تؤذي الأولاد أكثر بكثير مما تفيدهم.
عندما يتبنى الأهل هذه الأفكار الخادعة، قد يشجعون الولد، بدون أن يرغبوا، في أن لا يكونوا منسجمين مع أنفسهم. هذه التصرفات قدتحولهم حتى إلى…مرضى نفسانيين ! قد يصدمكم هذا، ولكن لسوء الحظ هذا يحدث في اللحظة التي نتكلم فيها.
كيف يحول الأهل ولدهم إلى مريض نفسي ؟ إليكم 6 “أفخاخ” تربوية، بمجموعها، قد تخرج من الولد أسوأ ما فيه.
الأفخاخ التربوية هي تصرفات تبدو إيجابية في الظاهر. يعتقد الأهل أنهم يفعلون خيراً لأولادهم، ولكن الحال ليس كذلك فعلياً.
الأفخاخ التي عليكم أن تتجنبوها من أجل مصلحة ولدكم…ومصلحتكم بالنتيجة هي :
غياب الحدود
بدل أن يضع الأهل حدوداً وتوجيهات واضحة تتعلق بسلوك أولادهم، يسمحون لهم أن يكونوا أنانيين، متمحورين حول ذاتهم، غير راضين،جشعين، طفيليين، غير حساسين أو لامبالين.
بعض الاهل يعتقدون أن الحدود أو الضوابط تمنع ولدهم من أن يعبّر عن نفسه بطريقة أصيلة، ولكن الحال ليس كذلك. من الأفضل أن نجعلالولد يعرف ما الذي ننتظره منه وما هو غير مقبول بدل أن نتركه يكتسب أعداء فيما بعد، بسبب جهله.
غياب العقوبات
بعض الأهل يترددون في أن يعاقبوا ولدهم على أثر موقف سيء أو تصرفات سيئة. هؤلاء الأهل قد يعتقدون أنهم سوف يجرحون ولدهم إذاعاقبوه، ولكن إذا لم يفعلوا سيكون الأمر مؤلماً أكثر. عندما يرفض الأهل معاقبة ولدهم، فهم يحرمونه من إمكانية أن يتعلم من أخطائه ويصلّح سلوكه.
بالإضافة إلى غياب الحدود، فإن غياب العقوبات يجعل الولد يكبر بدون القدرة على التمييز بين الخير والشر، وبدون الشعور بتأنيب الضميرإذا تصرف تصرفاً مؤذياً. وهذا سمة مشتركة بين المرضى النفسانيين.
ردات الفعل غير المتناسبة
يحدث أحياناً أن يقلل الأهل من أهمية بعض التصرفات المؤذية، الأنانية، الانفعالية، المدمرة، القاسية أو المتهورة عند الطفل، وقد يجدونهاظريفة.
هؤلاء الأهل لا يساعدون ولدهم عندما ينكرون أنه قادر على أن يتصرف بشكل سيء. يجب عليهم حتماً أن يتوقفوا عن “تأليه” أولادهم. إنهمبحاجة لأن يروا أنه حتى أحب ما لديهم قادرون على أن يؤذوا وأن عليهم هم أن يرشدوا أولادهم إلى الطريق الصائب في الحياة. إذا بقيالأهل في حالة إنكار، فأولادهم سيكبرون محرومين من هذه النصائح.
غياب القيم
إذا لم يتوصل الأهل إلى غرس الأخلاق والتعاطف والرحمة واللطف والانضباط الذاتي في الولد، فهذه مشكلة كبيرة.
نحن نعيش في عالم حيث مفهوم الأخلاق نسبي. عندما لا يتوصل الأهل إلى تعليم أولادهم كيف يكونون أشخاصاً صالحين وكيف يتقنونعملهم، فإن الأولاد لن يتأثروا إلا برفاقهم وبوسائل الإعلام. وهذا أمر خطير !
الحماية غير المتناسبة
يحمي بعض الأهل أولادهم من العواقب السلبية لسلوكهم السيء وخصوصاً من الكذب، الغش، السرقة، الإذلال، وجرح الحيوانات اوالاشخاص الآخرين.
عندما “يحمي” الأهل أولادهم بهذه الطريقة، هم يتخلون عنهم في الحقيقة.
عندما يحرص الأهل على أن لا يعاقب المعلمون أو المدربون أو المشرفون ولدهم أبداً على أفعال بغيضة، فهم يبعثون له برسالة تعني أن عليهألا يأخذ بعين الاعتبار أبداً تأثير تصرفاته على الآخرين.
غياب التوجيه
عندما يكرر الأهل بدون توقف على ولدهم أنه مميز، أفضل من كل الأولاد وأنه يستحق أكثر من كل العالم، أو يثبتون ذلك بأفعالهم، فهم لايخدمونه بذلك.
من الجيد أن ننمي عند الولد تقديره لنفسه، لكن المديح المستمر يخلق ولداً أنانياً. التقدير الصحيح للذات يجعل الولد واثقاً بنفسه، بينما”التعظيم” يمكن أن يجعله مصاباً بجنون العظمة.
هذه الأفخاخ ال 6 التربوية يمكن ان تدفع الولد عندما يكبر، إلى ان يعتبر نفسه متفوقاً على كل البشر. قد يصبح اهتمامه بالغير وتعاطفهم ضعيفاً جداً وقد يصبح متمحوراً حول نفسه بشكل مفرط وأنانياً.
هذا النوع من الأولاد لا يحترم القوانين ولديه انطباع أنه يستطيع أن يفعل ما يريد، عندما يريد، للحصول على ما يريد، وبدون أي عقاب.
إذا أردتم أن تكونوا أهلاً متعاطفين حقاً ومهتمين، احرصوا على أن تتجنبوا كل هذه الأفخاخ في التربية. إذا لم تفعلوا، فقد تكونون مسؤولين جزئياً عن ولادة وحش…