عندما تنتبهون إلى كيفية تنظيم المكان من حولكم، يمكنكم ان تعرفوا الكثير من الأشياء التي لم تكونوا تشكّون بوجودها في شخصيتكم. نفس الشيء ينطبق على الآخرين :
تريدون أن تتعرفوا على شخص ما بشكل أفضل ؟ القوا نظرة على منزله. إليكم في هذا الجزء الثاني من المقالة بعض العادات اليومية الشائعة عند الناس والخصائص النفسية التي تكشف عنها.
بقايا الطعام في المطبخ
المطبخ يجب أن يكون المكان الانظف في كل المنزل، بما أننا نأكل هناك ونطبخ. بقع الدهون والزيت، بقايا طعام متراكمة، بقايا الشاي أو القهوة في الأكواب. كل هذا يعطي ليس فقط طابعاً منفراّ للمنزل، لكنه قد يشكل خطراً أيضاً على الصحة. حتى أولئك الذين لا يحبون النظافة يحاولون الحفاظ على المطبخ نظيفاً قدر الإمكان لأسباب صحية.
مع هذا، هناك أناس مستعدون لتحمّل القذارة. وأحياناً، المشكلة لا تكون فقط مشكلة كسل أو فوضى. هكذا، كشفت دراسات عديدة أن القذارة أو قلة النظافة هي إحدى علامات الكآبة.
لا يمتلك الشخص بكل بساطة الطاقة الضرورية للمحافظة على نظافة المنزل، إنه لا يعتقد أن هذا مهم، وهناك احتمال كبير جداً أنه لا يعطي قيمة كافية لنفسه. فهو لا يعتقد أنه يستحق العيش في مكان نظيف. من جهة أخرى، هناك علاقة عكسية : النظافة المنتظمة وتنظيف المكان يحسّنان المزاج ويساعدان على محاربة اعراض الكآبة.
حمام قذر
في إعلانات الشامبو، يتم تقديم الحمامات على أنها المكان الذي يمكننا أن ننسى فيه كل المشاكل ونسترخي قدر ما يمكننا. بالفعل، الحمام الساخن أو البارد له تأثير كبير على مزاجنا. الروائح العطرية قادرة على تهدئة الدماغ وتصفيته، الأملاح والزيوت العطرية تحسّن حالة البشرة ووظائف الأعضاء الداخلية.
من خلال مظهر الحمام، يمكننا أن نعرف ليس فقط كم يعتني الشخص بجسمه، ولكن أيضاً كم يعتني بكيانه النفسي. الحمام النظيف هو مؤشر على الوتيرة التي نستخدمه بها.
سوائل الاستحمام، الزيوت العطرية المتنوعة، معجون الأسنان الجيد النوعية، كريمات الجسم والوجه. كل هذا يشير إلى أن الشخص يعتني بنفسه. إذا لم نر في الحمام سوى شفرة حلاقة مع معجون حلاقة وصابونة قديمة، فهذا لا يعني بالضرورة أن الشخص يعاني من الكآبة، لكن من المحتمل جداً أنه يتعرض لمستوى مرتفع من الضغط النفسي وأن مظهره الخارجي لا يقلقه.
الكثير من الأغراض
بعض الأشخاص يجدون صعوبة في الانفصال عن أغراضهم المفضلة. لقد رأينا كلنا ربما منازل يقتني أصحابها العديد من أطقم الشاي أو القهوة الني لا يستخدمها أحد، قطعة أثاث قديم على الشرفة، الكثير من الاوعية الزجاجية، قناني ونفايات أخرى، وكذلك دراجة قديمة يعلوها الغبار، لم يعد أحد يستخدمها منذ زمن طويل.
في أفضل الحالات، يعكس لنا هذا السلوك شخصاً محافظاً : إنه لا يريد أن يغير أسلوب حياته المعتاد ويحاول أن يحمي نفسه من التغيير. في أسوأ الحالات، الرغبة في جلب أشياء غير مرغوب فيها إلى المنزل قد تكون علامة على سلوك وسواسي قهري وعصبية، لأن هذا الشخص غير قادر على أن يتجنب تجميع الأشياء غير المفيدة.
النظافة الزائدة
بعض الاشخاص ليسوا ضد تنظيف الحمام أو تمرير المكنسة على الموكيت خلال وقت فراغهم. بكل تأكيد، حب التنظيف ليس سيئاً، مع هذا، فالمبالغة في هذا المجال قد تكشف عن مشكلة. عادةً، لا يحب هؤلاء الأشخاص استقبال ضيوف لأنهم يمكن أن يوسخوا أو يرموا أو ينقلوا بشكل عفوي شيئاً ما، فيكسرون هكذا الترتيب الموجود.
سلوك كهذا يمكن أن مؤشراً على الهوس بالتفاصيل الصغيرة أو الميل إلى المثالية المفرطة. إذا قام الشخص بتنظيف المنزل بشكل متكرر خوفاً من الميكروبات والقذارة، فمن المحتمل أن يكون يعاني من القلق. أحياناً، يساعد التنظيف على التحكم بالقلق ويسمح للشخص بتشتيت الأفكار المزعجة، لهذا يفعله الناس غالباً.
برهنت أبحاث متعددة أن التنظيف المنتظم لمكان السكن والمهمات المنزلية البسيطة الأخرى تساعدنا على حل مشاكل التركيز وتجعلنا أكثر تحملاً للمسؤولية، وأكثر سعادة وثقة بأنفسنا.
وأنتم ؟ هل لاحظتم علاقة بين طبع الشخص وعاداته في المنزل ؟ اعطونا مثالاً في التعليقات.
اقرأ الجزء الأول من المقالة: مشاكل نفسية تكشف عنها الفوضى في المنزل (1)