أسرار الجسد الخفية
هل شعرت يوماً أنك تودّ الهرب من موقف ما أو أن أحدهم يتهرّب منك ؟ هل تريد أن تعرف إذا كان الشخص الذي تتعامل معه سيتهرب منك لاحقاً ؟
القاعدة الأساسية في التعبير عن التهرب والانسحاب، أو العكس هي التالية:
. إذا مال الجسم إلى ناحية اليمين فهو يتحفز الفعل، أما إذا مال إلى ناحية اليسار فهذا يدل على أنه يشعر بحاجة إلى التهرب والانسحاب.
- الذراع: يرفع محدّثك ذراعه في الهواء، طاوياً ساعده، وواضعاً يده خلف رقبته. تخيل أن الذراع المرفوعة تمثل صاري المركب، والساعد المطوي يمثل الشراع. إنه مركب يبسط شراعه ليدخل في عرض البحر وهذه حركة هروب.
- الشعر: شعرها الأشقر مسرّح إلى الخلف ومربوط. إن الشعر المسرح على هذا النحو يدل على شخص يخاف بعض المواقف ويهرب منها. والمرأة التي تعتمد هذه التسريحة بصورة منتظمة إنما تقول لك: ” إذا تبعتني أهرب منك، وإذا هربت مني أتبعك !”
- وضعية الجسم: لا تواحهك بكامل جسمها أثناء الحديث، و إنما تنحرف به قليلاً عنك. إنها وضعية مميزة، لا بل كاريكاتورية، في التعبير عن التحفيز للهروب.
- المشية: تلاحظ أحياناً أنك تمشي ملصقاً ذراعيك. عادة ما يلتصق الذراعان بالجسم عند اللركض. من هنا دلالة هذه الوضعية على الهروب.
- الركبة: ترمز الركبة اليسرى إلى الهروب. في مواجهة أي خطر، يفر الشخص دائماً مبتدئاً الخطوة الأولى بقدمه اليسرى.
- الأنف: يداعب أنفه بالخنصر. يحاول العثور على مخرج يفر منه.
- الأذن: تلاحظ أن محدثك يفرك بقوة خلف أذنه اليسرى أو اليمنى . إنه يبحث عن طريقة خفية للتملّص.
- يسند مرفقيه إلى الطاولة، ويطوّق أذنيه بكفيه كما لو أنه يضع سماعتين. الواقع أنه بهذه الحركة إنما يعزل نفسه عن العالم الخارجي.
- الجيب: يدخل الزبون المحل ( المتجر) واضعاً كفيه قي جيبي البنطالون. تُرى لماذا يشعر هذا الشخص أنه بحاجة إلى إخفاء يديه ؟ لأنه، مبدئياً لا ينوي الشراء.
يتأكد هذا الموقف السلبي إذا دخل الزبون مقبطاً وجهه، مطبقاً شفتيه، ونظرته تائهة.
تراه في مثل هذه الحالة يجول جولة قصيرة في المحل، ثم يخرج سريعاً مثلما دخل. ويمكن القول بشكل عام، في حالات المواجهة أو التواصل الشخصي، إن وضع اليدين في الجيبين ينمّ عن شخص يفتقر كلياً إلى الثقة بالنفس، بالرغم من تظاهره بعكس ذلك.
نشاهد أحياناً مراهقين في ملعب المدرسة يتحديان بعضهما البعض بالنظرات الحادة. يمكن لهذا الموقف الخصامي أن يتفاقم إذا ما تقاربا جسدياً، حتى ليخيل إلينا أنهما على وشك الاشتباك بالأيدي.
قد نلاحظ أن الولد الاكبر، رغم هذه المواجهة ، يبقي يديه في جيبه. إنها إشارة واضحة على رغبته في ردع خصمه من دون اللجوء إلى القوة.
- المصافحة: يصافحك بأطراف أصابعه بدلاً من قبضة يده كاملة .
تنم هذه الحركة عن ميل إلى الهروب لدى شخص قلما يلتزم بقضية إلاّ بالكلام فقط.
- وضعية الجلوس: عندما تجلس على الكرسي وتتأرجح عليه الى الأمام أو الخلف: فانت بذلك تعبر عن شعور بعدم الرضى.
- تجلس متشبثاً بمقعد الكرسي: هذه الوضعية تدل، على مختلف الأحوال، أنك واقع تحت تأثير شعورين متناقضين: فمن وجهة أولى تريد مغادرة المكان، ومن جهة ثانية تشعر بالحرج إذا فعلت ذلك. من هنا هذه الحركة العفوية التي تحاول بواسطتها أن تمسك نفسك عن الهرب.
- الحاجبان: تلاحظ أن محدثك كثيراً ما يرفع حاجبيه إلى الاعلى، إنه بهذه الحركة يتظاهر بالدهشة، ولكنه في الحقيقة يعبر عن رغبة في التملص والهرب. إنه شخص متملص منذ الصغر.
- التلفون: كلما أجاب عن مكالمة هاتفية تراه يتجه بجسمه نحو النافذه. إنه بهذه الوضعية يعبر عن حاجة للتهرب من موضوع المكالمة.
- الرأس: أثناء الحديث، يدير رأسه الى اليسار من وقت إلى آخر. إنه يتجنب المواجهة، غالباً ما يؤدي الشخص اليميني هذه الحركة لحظة يريد تجنب خطر من أي نوع.
- العينان: بعد أن يأخذ من وقت البائع ما يزيد على نصف ساعة، من دون أن يشتري شيئاً ينظر إليه بعينين واسعتين قائلاً: ” شكراً جزيلاً”، ثم ينصرف. هذه الطريقة في التأكيد على الشكر هي أفضل وسيلة للتهرب والانسحاب. ونلاحظ هنا أن حركة توسيع العينين، التي تدل عادة على الدهشة، قد اتخذت دلالة مغايرة نظراً للسياق الذي وردت فيه وما رافقها من كلام.