اللمس والتعلق بالأشياء
نحن نعيش في فوضى عارمة بسبب الأشياء التي تتراكم من حولنا ونتعلّق بها ونتألم إذا فارقناها.
تشير الدراسات إلى أن ثمة منطقة من الدماغ تضيء أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي عندما نشعر بألم جسدي ناتج عن جرح سببه طرف الورقة أو عندما نشرب قهوة ساخنة جداً. ويبدو أن هذه المنطقة نفسها تضيء عندما نفكّر بالتخلي عن شيء من ممتلكاتنا.
وكلما زاد ارتباطك العاطفي أو المادي بشيء ما، كلما أردت أن تبقى على تماس معه. وكلما لامست الأشياء أكثر كلما تعلّقت بها أكثر.
يبدو أن شركة أبل اكتشفت هذا الارتباط !
لماذا تريد شركة أبل أن تجعلك تلمس الأجهزة؟
عندما يتعلق الأمر بالأشياء المادية، مجرد ملامسة الأشياء يجعلك ترتبط بها عاطفياً وتشعر بالألم النفسي لفراقها.
في إحدى الدراسات، أعطى الباحثون المشاركين أكواب قهوة مطروحة في المزاد العلني ليلمسوها ويتأملوها قبل المشاركة في مزاد.
نوّع الباحثون مقدار الوقت الذي أعطوه لكل مشارك لمعرفة ما اذا كان لوقت الملامسة تأثير على مبلغ المال الذي سيكون المشاركون على استعداد لإنفاقه على الأكواب أثناء المزاد.
وأظهرت نتائج الدراسة أن المشاركين الذين لامسوا الأكواب لوقت أطول، كانوا على استعداد لدفع ثمنها أكثر بنسبة 60 في المئة.
تعرف شركة أبل أهمية اللمس وتأثيره على الحالة النفسية للإنسان. وقد صممت ببراعة متاجرها البيع بالتجزئة بطريقة تجعلك قادراً على لمس الأجهزة واختبارها قدر ما تشاء لكي يحصل ذلك الارتباط العاطفي بين الزائر والجهاز.
كل شيء في متجر أبل صمّم خصيصاً لتستطيع لمسه فتشعر وكأنه لك.
شاشات كمبيوترات أبل تكون في المتاجر محنيّة قليلاً إلى الأمام لتشجيع الزبائن على ضبطها في زاوية عرض مثالية بالنسبة لهم … تجربة الملكية هي أكثر أهمية لشركة أبل من عملية البيع.
عندما تدخل إلى حياتك أشياء جديدة تكتسب بسرعة أهميّة تجعل من الصعب بالنسبة لك للتخلي عنها في المستقبل.