معالجة العادات السيئة
هل تعلم أن العادات السيئة تتشكّل كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية. أنت تشعر بالحزن فتتناول وجبة دسمة أو حلوى. لست راضياً عن عملك وراتبك فتقامر أو تدمن على الكحول أو العلاقات السيئة. لكن يمكنك أن تتعلّم كيفيّة التعامل مع انفعالاتك بطريقة صحية بحيث تتخلّص من عاداتك السيئة.
اسأل نفسك لماذا نشأت هذه العادة السيئة لديك؟
الأرجح أنك لم تحصل عندما كنت طفلاً أو مراهقاً على مقدار كافٍ من الحب والعاطفة والانتباه (الحقيقة أن هذا ينطبق على كل شخص تقريباً). ولكي تستطيع أن تحقّق التوازن بين مشاعر الوحدة والتعاسة والملل ، الخ.. رحت تأكل بإفراط أو تعبّر عن نفسك بغضب أو تقضم أظافرك، أو تشرب الكحول أو تلجأ إلى المخدّرات…
كلما راودك شعور مرتبط بأحاسيس سلبية نشأت في طفولتك أو مراهقتك يشعر الطفل الذي في داخلك بالحزن والغضب فتسكته بإحدى العادات السيئة كالأكل بكثرة أو شرب الكحول أو التنفيس عن نفسك بالغضب أو الإدمان على المخدرات أو العمل أو التسوّق بشكل مفرط… ذلك يهدئ الطفل الداخلي فيك لبعض الوقت ويرضيه.
أصبحت الآن كبيراً لكنك لا تزال تستخدم العادات السيئة كوسيلة للتعامل مع حياتك… أنت تلجأ إلى آلية تأقلم الطفل لتعيش في عالم الكبار، وهذا الأمر لا ينجح.
لعلّ أهلك لم يمنحوك الرعاية المناسبة، لكن لا بأس، لقد فعلوا أفضل ما يمكنهم أن يفعلوه. لا تدع تقصيرهما يملي عليك كيف تكون في المستقبل.
عندما تشعر بالضغط وتسمع صوتاً داخلياً يدفعك إلى القيام بإحدى العادات السيئة، أولاً يجب أن تقول لنفسك ” أنا الآن صبي كبير ” وبدلاً من عادتي السيئة سوف أوجّه طاقتي إلى العمل، أو إلى اللياقة البدنية، وإلى شيء مثمر – لأن هذا هو ما يفعله الكبار!
يقول المثل إن الطبيعة لا تقبل الفراغ، وبعبارة أخرى يجب استبدال العادة السيئة بأخرى مفيدة. ومن المؤكد أنه لا يمكنك استبدال العادة السيئة بعادة سيئة أخرى كالانتقال مثلاً من الإفراط في تناول الطعام إلى الإدمان على المواد المخدرة. تكّلم مع الطفل الموجود في داخلك. وقل له إن كل شيء على ما يرام. لا تنتظر حتى تصل إلى القعر حتى تغيّر حالك.
إذا كانت لديك عادة سيئة أقنع نفسك بالإقلاع عنها للأسباب التالية. قل لنفسك:
- هذه العادة تخرّب حياتي
- هذه العادة ستسبب لي مشاكل مع زوجتي
- هذه العادة ستدمّر صحتي
- هذه العادة ستتسبّب لي بأزمة مالية
إذا نجحت في إقناع طفلك الداخلي فسوف تبدأ بتحقيق النجاح في مجالات أخرى من حياتك. وسيفاجئك كم من الوقت والجهد تتطلّبه العادات السيئة. تحمّل مسؤولية مشاعرك وتعامل معها بوضوح حتى لا تتعامل هي معك بطريقة لا واعية تجعلك تؤذي نفسك دون أن تعلم!