التسويف يمكن أن يفسد حياتك
من المريح أكثر أن نحلم بدلاً من أن نُقدِم، ومن الأبسط أن نأمل بدلاً من أن نريد، ومن الأسهل أن نَعِد بدلاً من أن نفي بالوعد. كيف يمكن للتسويف أن يفسد حياتك؟ كيف يمكن أن تعرف إن كان من يقول لك ” سوف أهتمّ بالأمر” سيفعل ذلك حقاً؟
هل سبق لك أن وجدت نفسك أمام متحدِّثٍ ينظّف أظافره وهو يستمع إليك شارد الذهن؟ ذلك رجل خدّاع قادر على أن يغشّك بكل بساطة. كيف نميّز هذا النوع من الخدّاعين؟ بفضل عادته في الإعلان عن تولّيه للأمور من دون أن ينتقل أبداً إلى الفعل. إنه مولع بالتسويف، فلا يصرّف أي فعل من دون أن يلصق به الحرف «س» أو «سوف». «لا تقلق! سوف أهتمّ بالأمر!» هنا، يجب أن يدوّي جرس الإنذار في ذهنك الذي استولت عليه نبرة الرجل الواثقة. قال لك لا تقلق، ولكن عليك أن تقلق! هذا رجل في حركة نظريّة دائمة، رجل يلجأ دائماً إلى التأجيل.
اليوم = غداً أو أبداً!
التسويف صيغة ترمز إلى الإرجاء، وهو نزعة عند البعض إلى تأجيل القيام بواجباتهم. لماذا الإرجاء؟ عندما يُستخدم «سوف» مع أحد الأفعال مثل: «سوف أقوم بذلك» أو «سوف أحاول»، فإنه يؤجّل العمل المَنوي تنفيذه. «سوف أقوم بذلك بعد الظهر» ليس له القيمة الإنفعالية ولا القصديّة نفسها التي نجدها في «أقوم بذلك بعد الظهر». هل لاحظت الفرق؟ في الحالة الأولى، أرجىء القصد أو النيّة إلى بعد الظهر أمّا في الحالة الثانية فقد أرجىء الفعل. ويصبح استخدام «سوف» في هذا الإطار ذا قيمة قصديّة لا فعليّة. إنها الكلمة المفضّلة لدى جميع الأشخاص الميّالين إلى الإرجاء والذين يتمتّعون بأفضل النوايا في العالم. ولكن لا أكثر من المقاصد والنوايا. لا تطلب منهم الالتزام، فإنهم غير قادرين عليه. ولكن ربما ليس لديهم النيّة في ذلك؟
الكلمات التي تشفي من الإرجاء
تجنّب استخدام «سوف» مع الأفعال المختلفة (مثل سوف أقوم بذلك، سوف أبدأ، سوف أفكّر في الأمر، إلخ). يمكنك بدلاً من ذلك أن تنوي القيام بذلك أو تأخذ الوقت اللازم للتفكير في الأمر . يُستخدم «سوف» لنقل العمل إلى مستقبل غير مؤكَّد ومشكوك فيه وهو في ذلك يلعب دوراً مؤذياً. يعطيك صيتاً بأنك رجل مخادع يعد بأيّام أفضل لا تأتي أبداً، وتكون أنت آخر من يعلم، كالمعتاد، بهذا الصيت المكتسَب. «إنه يقوم دائماً بكل شيء لكنّه لا يقوم أبداً بأي شيء. لا يمكن الاعتماد عليه».
في سبيل تكوين صورة إيجابية عن الذات ومن أجل تدعيم مصداقيتك، من الضروري أن تنقّي خطابك من هذه الكلمات المؤذية. ويعني هذا حذف هذه الكلمات ببساطة من كلامك: «سوف أجرّب». تذكّر: «سوف» يعني البقاء في مكانك؛ وجرّب يعني فشل؛ والخروج من المأزق يعني رفض الإلتزام. هل ستجرّب الخروج من المأزق؟ كلامك كله خطأ. ولكن ما هو الكلام الصحّ وكيف نقوله؟ «أنهي هذا العمل قبل المساء؛ أتّصل بك ثانية في الساعة كذا؛ أتدبّر أمري لكي أنجح».