الإقناع بكلمة واحدة
هل تحاول دائماً أن تقنع أولادك أو زوجتك أو صديقك أو محازبين من رأي آخر بقناعاتك وهم لا يقتنعون؟ هل تدخل في جدالات طويلة ترتفع أحياناً حدّتها فتتصادم مع الآخرين؟ إليك الطريقة التي ستجعل منك شخصاً مقنعاً بدون جهد يُذكر!
يمكن لغياب الشغف أن يقضي على محاولاتنا لإقناع الآخرين بوجهة نظرنا. فحتى لو عُرضت كافة الوقائع الصحيحة واللازمة بشكل منطقي ومرتب، وحتى لو كانت الحجّة دامغة لا يمكن نقاشها، إذا بدا أن المتحدّث غير مقتنع بكلامه، فلمَ سيقتنع به الآخرون؟
أظهر شغفك وسيكون لدى من يستمعون إليك سبب عاطفي آخر ليقتنعوا بوجهة نظرك.
- لكن كيف لنا أن نُقنع الآخرين بقناعاتنا؟
- هل يمكن لكلمة جريئة أكثر من اللزوم أن تنفع؟
تقضي إحدى الطرق غير التقليدية باستخدام كلمة جريئة. لكن المشكلة تكمن في أننا نعرّض أنفسنا لخطر فقدان المصداقية وأننا قد نبدو كأشخاص يفتقرون إلى المهنية والحرفية.
لمعرفة ما إذا كانت الكلمة الجريئة تساعد على تغيير المواقف والسلوكيات، تم تقسيم 88 مشاركاً إلى ثلاث مجموعات لمراقبة الخطابات الثلاثة التي تختلف عن بعضها بشكل طفيف. كان الفرق الوحيد بين الخطابات هو أن أحدها احتوى كلمة جريئة في بداية كلامه:
“… إن خفض الضرائب ليس بفكرة رائعة وحسب بل هو تبّاً أعقل فكرة لكافة الأطراف المعنية.”احتوى الخطاب الثاني على كلمة “تباً” في نهاية الخطاب فيما لم ترد الكلمة في الخطاب الثالث.
عند قياس ردود أفعال المشاركين، تبيّن أنهم تأثروا بالخطابين الذين احتويا على الكلمة الجريئة، سواء في البداية أو في النهاية. كما ظهر أن هذه الكلمة زادت من إدراك الجمهور لحدّة المتحدث ما أدى إلى ارتفاع مستويات الإقناع. من ناحية أخرى، لم تؤثر الكلمة الجريئة في نظرة الجمهور إلى مصداقية المتحدث.
إذن، يبدو أن اصغر كلمة جريئة يمكن أن تكون مفيدة، حتى في موقف رسمي بعض الشيء كما هو الحال عند إلقاء محاضرة. عندما تُظهر بعض المشاعر، يلاحظ الجمهور ذلك وينسب إليك صفة الصدق ويتأثر عاطفياً برسالتك.
من ناحية أخرى من الصعب أن نعرف إلى أيّ مدى يمكن أن نذهب في الجرأة، ومما لا شك فيه أن الأمور تغيّرت كثيراً الآن. لقد أصبح الناس أكثر تآلفاً مع الكلام الجريء لكن حذار المبالغة حتى لا تحصل على ردّ فعل معاكس.
فكثرة الجرأة قد تلامس الوقاحة وحتى قلّة التهذيب وقد يعتبرها المتلقّي إهانة أو عدم احترام. لكن الشغف في الكلام مع استعمال عبارات قوية سيُنظر إليه على أنه يعكس عواطف صادقة ما من شأنه أن ينعش الأجواء وينبّه المستمعين.
على أيّ حال، تبدو الكلمة الجريئة الخفيفة مقنعة لأنها إنسانية!