أعطوا…ثم اطلبوا
كم ستدفع لي؟ قدّم لي هذه الخدمة؟ لماذا عليّ أن أتعب من دون أن أكون متأكّداً من النتيجة؟ لماذا أهتمّ بهذا الشخص؟ لا مصلحة لي معه ؟ لماذا أخدمه؟ وهو بماذا سيخدمني؟ حتى أن علاقة الأهل بأولادهم والأولاد بأهلهم والأزواج في ما بينهم باتت مبنيّة على الطلب والطلبات !
أعطوا.. أعطوا.. أعطوا… ثم اطلبوا!
نحن في زمنٍ يطلب الإنسان فيه أجره قبل أن يعمل! لكلّ شيء غاية، لكل سلام مصلحة خفيّة. حتى أننا لم نعد نثق بالطيبة والكرم. فإذا عاملنا أحدهم بلطف وسماحة نشكّك فوراً بأهدافه! الكلّ يطلب بسرعة كبيرة. صحيح أنه في بعض الأحيان لا يكون لدى البعض خيار آخر لكن الأكثرية تسارع إلى تحديد الأثمان!
إن أحد أسرار النجاح هو التواصل والعلاقات. الكلّ بات يعرف هذه القاعدة ويعلم أنه ولو كان مزوّداً بأفضل الشهادات قد لا يجد المركز الذي يستحقه لأنه لا يعرف الناس ولأنه لم يقدم الكثير للآخرين قبل أن يطلب منهم أي خدمة أو عمل.
عندما تقدّم مجّاناً المساعدة والجهد والدعم والإرشاد والمال يمكنك أن تطلب أي شيء وسيكون الجواب نعم. ما تعطيه لهذا الكون يعيده لك.
إن شعورك بأنك شخص كريم معطاء بمالك وجهدك واهتمامك ومحبتك ومسارعتك إلى تقديم المساعدة، أفضل من الشعور بأنك مدين لأحدهم بشيء.
تواصلوا وابنوا علاقات أساسها الصدق والرغبة في الخدمة لكي تكسبوا الحق بأن تطلبوا. أصغوا لكي يصغي إليكم الآخرين، ساعدوهم ليساعدونكم، اعملوا بجهد لتحصلوا على التقدير المادي والمعنوي الذي تستحقونه.
تذكّروا قانون الكارما.. ما تقدمونه للحياة تعيده لكم وكما تفعلون للآخرين يفعلون لكم.
المصدر: فاديا عبدوش