Site icon التربية الذكية

كما تـفكّر تكون

freepik.com

علاقة جوهرية بين الفكر والجسد

بوجه العموم، يميل معظمنا إلى التـفكير بأجسامنا وعقولنا كأنظمة، أو أجهزة منـفصلة مستـقلّة. لكن العلاقة التي تربط الفكر بالجسد والعكس جوهرية ويمكن للواحد أن يؤثّر في الآخر. كيف يمكن أن تستفيد من هذه الحقيقة في واقع حالنا لتحسين صحتنا النفسيّة والجسدية؟

نحن نغذّي الجسم ونمدّه بالماء ونأخذه في نزهات ونمرّنه ونستمتع بقدراته الحسّيّة. بالطريقة نـفسها، نغذّي العقل بالأفكار والإهتمامات الفكرية ونسلّيه بمختلف أشكال الترفيه، فيما نختبر أيضاً مختلف أشكال الإنـفعال والإحساس، التي نردّها عادة إلى الطريقة التي نعامل بها أنـفسنا أو يعاملنا بها الآخرون: ما يُشعرنا إمّا بالإرتياح وإمّا بالسوء. عندما يحدث خلل في أي من هذين الجهازين، نذهب إلى أحدهم لتشخيص الخلل، كطبـيب الصحة لمعالجة الجسم أو معالِج نـفسي لمعالجة النـفس.

إلاَّ أنـنا نعلم غريزيّاً أنَّ هذا ليس كل شيء فهل يمكنكم مثلاً أن تـتذكّروا آخر مرّة أجريت معكم مقابلة للحصول على وظيفة؟ أو خرجتم للمرّة الأولى مع شخص تريدون إثارة إعجابه؟ في كلتا الحالتين، لا شك في أنَّـكم أردتم أن تبدوا هادئين ومتماسكين لكنّكم، في الوقت نـفسه، كنـتم تشعرون بالتوتر وبأنَّـكم موضع مراقبة وتـفحّص.

هل يمكنكم أن تـتذكّروا ما حدث لجسمكم؟ إنَّ شعوركم بأنَّـكم تحت المراقبة يشدّ عضلات الأرداف (فكأنكم تجلسون على توتّركم) ويزيد من التعرّق وقد يُشعركم بالغثيان فـترتبكون على الأرجح عند الكلام، بـينما تريدون أن تبدوا واثـقين من أنـفسكم ولبقين. بكلام آخر، تؤثّر حالتكم الإنـفعالية النـفسية في جسمكم. يسهل فهم هذا الوضع، ولكن عندما يتعلّق الأمر بانـفعالات وأمراض أكثر تعقيداً فإنَّ قلَّة منَّا فقط يعيرون هذه العلاقة أهمية.

هنالك أسباب جسدية واضحة للمرض، مثل الفيروسات أو الحوادث، فكيف يمكن للحالة الذهنية أن تلعب أي دور في ذلك؟ قد تؤثّر المشاعر في الأعصاب، ولكن كيف يلعب ذلك دوراً عندما نُصاب بالمرض؟ يقول جفري كاولي في مجلّة نيوزويك: «قد لا يتعجّب الناس لإحمرار وجوههم عندما يشعرون بالإحراج أو لتسارع دقّات قلوبهم عندما تخطر لهم فكرة مخيفة، أو لإغمائهم عندما يتلقون خبراً سيّئاً، إلاَّ أنَّـهم يجدون صعوبة في تصديق أنَّ حالة ذهنية أو نـفسية مثل الوحدة أو الحزن يمكنها، أيضاً، بطريقة ما، أن تؤثّر في أجسامهم».

Exit mobile version