التعامل مع الأشخاص المزعجين
في الشركة التي أعمل فيها امرأة تتحدث دون توقف وبصوت عال، تقاطع باستمرار، لا تكفّ عن القيل والقال، تشكو باستمرار، وتعتبر نفسها دائماً ضحيّة أحد. في البداية، حكمت على سلوكها بأنه سيء ولا أستطيع أن أطيقه. ولكن بعد أسابيع من العمل معها، رحت أفكّر تماماً مثلها وبالسلبية نفسها! لقد كانت حالتها معدية واستطاعت أن تؤثّر فيّ وتستفزّني. لكنّي بعد فترة أردت أن أخرج من هذه الحالة وأواجهها وليس فقط أن أتجنّبها. وهذا هو الحلّ الذي وجدته…
بدلاً من محاولة تجنّب التواصل معها، فكّرت بأهميّة إعادة النظر في علاقتي بها من باب الرحمة والعطف عليها وعلى نفسي أيضاً. فأنا وهي نشترك بالسلبية نفسها. وبمجرد أن حاولت التواصل معها في هذا الإطار حتى بدأ عقلي وقلبي يستعيد الارتباط من خلال الحب.
تلك هي الأفكار التي راودتني وجعلت علاقتي بهذه المرأة المزعجة تتغير نحو الأحسن:
الصبر يمكنه أن يجالس السلبية من دون أن يصبح سلبياً، أو يسارع في الفرار، أو يرغب في قطع الإتصال مع الأشخاص. الصبر يهدئني. وبينما أنا هادئة، يمكنني تغيير الطريقة التي أرى بها الوضع. أستطيع أن أرى الحقيقة. بدلا من التركيز على السلبية، أستطيع أن أرى حلولاً إيجابية. يمكنني محاولة رؤية الوضع من وجهة نظر الشخص الآخر.
لماذا تختار هذه المرأة الكلام بهذا الشكل المزعج؟
يمكنني أن أكون أكثر رأفة. ماذا تحتاج أن تقوله بسبب الشعور بالغضب أو بالإستياء؟ لقد سمحت كلماتها بالكبس على أزرار السلبية لديّ. لا أستطيع توجيه اللوم لها. انها تشعر بالقلق. نحن الاثنتان غير سعيدتين ونحتاج لأن نتحرّر. سأساعد نفسي وأساعدها. سأختار إعادة الاتصال وسأزرع الحب ولا بدّ أن أحصد الشفاء لكلتينا.