انسج التواصل والحركة والفرح مع أطفالك أثناء فترات التعلم الألكترونية الطويلة
مع أن التعلم الافتراضي او التعلم عن بعد قد يكون ضروريًا لسلامة أولادنا، إلا أن هناك أسبابًا وجيهة للقلق بخصوص ذلك.
قد يؤدي قضاء الكثير من الوقت على الشاشة إلى إحداث فوضى في أجساد الأطفال وعقولهم وأمزجتهم. تشير الأبحاث إلى أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات قد يسبب مشاكل في العين مثل الشعور بالانزعاج والتعب وعدم وضوح الرؤية ، والصداع ، وجفاف العينين ، وغيرها من أعراض إجهاد العين.
كما أن قضاء ساعات من الوقت يومياً أمام الشاشة قد يعيق نمو دماغ الأطفال. ففي دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة عام 2018 تبين أن الأطفال الذين يقضون أكثر من ساعتين يوميًا على الشاشة سجلوا درجات أقل في اختبارات اللغة والتفكير.كما تبين ان بعض الذين يقضون أكثر من سبع ساعات يوميًا على الشاشة يعانون من ترقق منطقة قشرة الدماغ ، وهي منطقة من الدماغ مرتبطة بمعالجة المعلومات الحسية مثل الرؤية والسمع واللمس.
ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن البقاء وقتاً طويلاً أمام الشاشة ، مرتبط بأعراض الاكتئاب. فإحدى الدراسات أظهرت أن المراهقين الذين أمضوا وقتًا أطول على الإعلام الجديد (بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية) كانوا أكثر عرضة لمشاكل في الصحة العقلية ، أما المراهقون الذين قضوا وقتاً بأنشطة لا صلة لها بالشاشات كالرياضة وحل الفروض والقيام ببعض الأنشطة الاجتماعية والخدماتية وقراءة مقالات ومواضيع مطبوعة فكانوا أقل عرضة لمشاكل في الصحة العقلية.
تعزيز الصحة العقلية والعاطفية للأطفال.
أثناء التعلم الإلكتروني ، بإمكان الأهل تعمد منح الأطفال فترات راحة من الشاشة – فترات راحة يتخللها الضحك والإبداع والمرح والاسترخاء والحركة والتواصل واللجوء إلى الطبيعة . الواقع أن أخذ فترات من الراحة يبعث البهجة ويخفف من التأثيرات السلبية للشاشات على عقول الأطفال وأجسادهم وأمزجتهم..
مع أن الأهل قد يعتبرون هذه الفترات من الراحة نوعاً من “الفواصل” عن الشاشة إلا أن هذه الفترات من الراحة تعزز صحة الأطفال العقلية والعاطفية
وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة Save the Children مؤخرًا، تبين أن 27٪ من الأطفال عبّروا عن شعورهم بالقلق ، وأفاد 23٪ منهم بأنهم يشعرون بالتوتر ، و 22٪ قالوا إنهم غير سعداء.
الواقع أن فترات الراحة تساعد على تأمين المواد الكيميائية “التي تجعلنا نشعر بالرضا” كالإندورفين والدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين وهي هرمونات عصبية دماغية يحصل عليها الأطفال عادة من أشياء أخرى ، كأن يكونوا جزءًا من مجموعة في الصف أو من ممارسة الرياضة أثناء حصص الرياضة أو وقت الفرصة في الملعب.
إذا أشركت أطفالك في أنشطة فكرية فسيكونون أكثر حماساً لتنفيذها .. ويشير Gollwitzer (1999) أنه عندما تضيف نية تنفيذية (كيف ستفعل شيئًا ما بالتحديد ) إلى نية هدف (ما تريد القيام به) ، فمن المرجح أن تكون ناجحًا. حدد كيف تريد نسج الفواصل التي سيكون خلالها الطفل بعيداً عن الشاشة..
بعض الأمثلة:
اطلب من الأطفال كتابة الأفكار. ضع شرائط من الورق مع كل فكرة في وعاء واطلب من الأطفال اختيار واحدة عندما يكونون جاهزين.
اطلب من الأطفال أن يعدوا جدولا مرئياً / تقويماً يُحدد فيه أوقات الراحة .
أمثلة على الفواصل الصغيرة (من خمس إلى 10 دقائق):
استخدام السكوتر أو لعب كرة القدم ، أو لعب البينغ بونج ، أو الرقص أو تلوين رسمة أو ممارسة تمارين السترتشنج أو تجميع طوابع بريدية أو العزف على آلة موسيقية أو الرقص الحر أو نفخ الفقاعات أو القراءة في على الشرفة أو قطف الورود أو الكتابة على لوح أو الاتصال بصديق أو قريب..
أمثلة على فترات الاستراحة المتوسطة (20-30 دقيقة):
الخروج إلى الحديقة أو اللعب الحر في فناء البيت / ركوب الدراجة / ركل الكرة في الفناء / الصيد أو التزلج على الجليد / استخدام السكوتر في الحديقة / لعب الدومينو / قراءة كتاب هزلي / جرف أوراق الشجر إو جرف الثلوج /الاتصال بالاصدقاء أو بالجدة /اللعب بالورق / كتابة مذكرات أو ملاحظات / بناء بيت للدمى أو مساعدة الأم بالطهو أو تسلق شجرة..
أمثلة على الاستراحات الكبيرة (ساعتان إلى يومين):
إعداد الطعام أو إعداد بيتزا /الذهاب للعب الغولف / الذهاب لصيد السمك أو الذهاب للتخييم / زيارة أصدقاء أو أقارب / اللعب بالبيسبول / الذهاب إلى محمية للمشي فيها / الخروج لتناول الأيس كريم / المشاركة بعمل ما كالنجارة ..