الأولاد هم مرآة طفلكم الداخلي. إنهم موصولون مباشرة بداخلكم، ويساعدونكم على وعي ذاتكم عندما تعيشون في حالة صراع. بنظر أولادكم، وحدها ذبذباتكم هي التي تحمل حقيقتكم. وإذا لم يجدوا انعكاسها هذا في عباراتكم، أفكاركم أو أفعالكم، فهم سيتورطون في لعبة الحياة بحسب نظرة الضحية أو الجلاد أو المنقذ. ولن يقفوا في صفكم إلا على ضوء اكتشافهم أفضل ما عندكم.
يلتمس الأولاد منكم صدقكم. إنهم لا ينتظرون منكم إلا أصالتكم وتعهدكم بالحب غير المشروط. أولادكم هم امتدادكم الطبيعي بما أنهم مرتبطون بكم برباط وثيق. وهم يأخذون كل شيء منكم، بما فيه أسراركم.
إنهم يتطورون عبر تجاربهم، لكن أيضاً عبر موافقتهم، عن طريق الحب، على أن يكملوا طريق معاناتكم. لأن وجودهم في ضمن عائلة يعني أنهم امتداد وراثي لها، وهذا يعني أن يستعيدوا في أنفسهم قيّم أهلهم وآلامهم ومعاناتهم.
إذا لم يستطع الأهل أن يتحرروا من عدم قدرتهم على الفهم، فإن الأولاد يتقبلون هذه العقدة من أهلهم وينقلونها لأولادهم من بعدهم.
مجتمعنا يفرض معتقدات الآباء على الأبناء الذين ينتمون لهم، ويعتبرهم تكريساً لتقدمهم، فعل تخليد لهم عن طريق المحافظة على جزء منهم على الأرض. الأهل يجعلون أبناءهم يحملون آمالهم، أفعال ندمهم، حالات إخفاقهم ونجاحاتهم. إنهم أبطالهم، رمز أمانهم واستمرارهم. بالنسبة للولد، على الأهل أن يمتلكوا جواباً على كل شيء. خيبات أملهم تجرح أولادهم في الصميم، ليس بسبب الكذب لكن بسبب عدم وعي الاهل لأوهامهم، ورفضهم أن يعوها.
الاولاد لا ينتمون لأي شخص، إلا لأنفسهم بما انهم كائنات مقدسة تمتلك سيادتها واستقلاليتها. إنهم لا يطلبون إلا أن نرشدهم نحو ثقتهم الداخلية بأنفسهم، وأن يتلقوا التعليم الذي يقودهم نحو الاستقلالية والحرية. ويبقى الأهل هم المرافقون الحريصون والمحبون لأولادهم، الذين يستجيبون للضغوطات دون أن يفرضوا شيئاً، ويساعدون ولدهم على أن ينمي تدريجياً تفكيره وفطنته، ويوفرون له انفتاحاً على المجهول مع الآفاق الواسعة التي لم يستكشفها الاهل بعد.