في أغلب الأحيان، عندما يبدو أن ولدكم يكرهكم، يكون في أمسّ الحاجة لكم !
لقد ضقت ذرعاً.
لقد وصلت إلى آخر قدرتي على التحمّل جراء نوبات الغضب، نغمات التحدي، “لا تستطيعين أن تفعلي هذا بي”، الأبواب المصفوقة بقوة…
في هذه اللحظة بالذات، أريد أن أمسكه من قميصه بقوة وأجبره على التقاط زوج جواربه عن الأرض !
آخر شيء أرغب في فعله، هو أن أعانقه، لكنني أفعلها مع هذا. أفتح الباب المصفوق وأسأله…”أتريد عناقاً ؟”
أحياناً، يرفضني، ولكن ليس اليوم. اليوم، انهار بين ذراعيّ وبكى كما عندما كان طفلاً حديث السن، منهكاً وغير واثق من نفسه.
اليوم، حتى لو كان آخر شيء أرغب في فعله، حتى لو كان تصرفه فظيعاً، عناق واحد كان كل ما هو بحاجة إليه، كل ما كنا نحن الاثنين بحاجة إليه.
لكن لماذا ؟
لماذا يجب عليكم أن تعانقوا أولادكم عندما يكونون في حالة غضب ؟
إليكم السبب…
لأن أولادنا يتعلمون أفضل مع الحب منهم مع العقاب. عناق ونقاش حول ما يجري يعطيان نتيجة أفضل من الصراخ والعقاب.
لأنه أحياناً، عندما يتصرف أولادنا بشكل سيء، فهم يطلقون نداءً للمساعدة. ربما لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بطريقة أوضح، أو ربما هناك شيء آخر يزعجهم، يوترهم، يحبطهم، والعناق قد يفتح الباب للنقاش حول ما يجري فعلاً.
لأنه أحياناً، عندما يشعر أولادنا أنهم بحال سيئة، يتولد لديهم الانطباع بأنهم لا يستحقون اللطف والاحترام، لذلك يتصرفون بطريقة لا تشجع الناس على معاملتهم بلطف واحترام. وعندما يشعرون بالإحباط والغضب بسبب هذا، تصبح انفعالاتهم مبررة، ويصبح إحباطهم وغضبهم أعمق وتبدأ الحلقة المفرغة. نحن نكسر هذه الحلقة المفرغة عندما نمنحهم عناقاً وتذكيراً بأن ارتكاب خطأ لا يجعل منهم أشخاصاً سيئين.
لأن إحدى أفضل الوسائل لجعل أولادنا يتعاونون هي بالتواصل معهم. إذا كان ارتباطنا قوياً معهم، يصبح أولادنا أكثر قدرة على أن يحاولوا فعل أشياء جيدة أغلب الوقت…وفي الأوقات التي لا يفعلونها، أو لا يستطيعون أن يفعلوها، فعناق بسيط ربما يكون وسيلة فعالة لإعادة التواصل معهم.
لأن حبنا لأولادنا غير مشروط. علينا ألا نحب سلوك أولادنا، بل نحبهم هم دائماً، مهما كانوا. أولادنا بحاجة لمعرفة هذا، وأحياناً هم بحاجة لكي نذكّرهم بهذا، خصوصاً عندما يكونون في أسوأ حالاتهم.
لأننا نحن الكبار نكون أحياناً بحاجة لعناق. عندما يشعر أولادنا بالجرح أو الإحباط، أو يهاجموننا ولا نعود نعرف ماذا نفعل، فأحياناً يكون الأهل هم من يحتاجون للتواصل والاطمئنان عن طريق العناق.
في المرة القادمة عندما يكون الكل محبطاً أو عندما يفقد ولدكم صبره…امنحوه عناقاً. أعرف أنه من الصعب أحياناً قهر الإحباط.
أعرف أن عرضكم سيكون مرفوضاً أحياناً، خصوصاً إذا كان أولادكم أكبر سناً. لكن اعرضوه رغم كل هذا…لأن عناق بسيط أحياناً هو أفضل رد على ولد سيء السلوك.