لنتجرأ ونراهن على قوة اولادنا وشخصيتهم، بدلن أن نسعى لإدخالهم في قالب لا يلائمهم !
من الأنسب إذن أن نراقب ولدنا حتى نفهمه أكثر، وبهذه الطريقة نستجيب لحاجاته الخاصة. في نفس العائلة، لكل ولد حاجات مختلفة. دورنا كأهل أن نغيّر طريقتنا في التربية كي تستجيب لحاجات كل منهم.
- الولد من النوع القلق بحاجة إلى جو هادئ ومستقر بينما يمكننا مع ولد آخر أن نبدي مرونة فيما يتعلق بالقواعد والروتين.
- بعض الأولاد يظهرون حاجة كبيرة للحركة، بينما أولاد آخرين يحتاجون أكثر للهدوء والراحة بعد المدرسة.
عندما نريد أن نساعد ولداً على فهم واستيعاب شيء ما، يجب أن نحسب حساب طريقته في التعلّم :
- الأولاد الذين يعتمدون على السمع، بحاجة إلى أن نشرح لهم الأشياء. إنهم يحتاجون أن يفهموا؛
- الأولاد الذين يعتمدون على النظر لديهم سهولة أكبر في استيعاب المفاهيم إذا استخدمنا الرسوم والصور التوضيحية والأمثلة التي تساعدهم على أن يخلقوا صوراً عقلية.
- الأولاد الذين يعتمدون على اللمس، يتعلمون بالتجربة، إنهم بحاجة إلى نقوم بتمارين واقعية معهم، بتجارب وسيناريوهات.
يجب أيضاً أن نتوقف عن محاولة تغيير شخصية ولدنا. بالعكس، يجب أن نساعده على أن يتقبل نفسه مثلما هو وأن يستخدم طباعه المميزة بطريقة إيجابية.
- هكذا، الولد النشيط ليس فقط مشاغباً. إنه أيضاً ديناميكي وغالباً ما يكون “شغيلاً”. بدل أن نطلب منه أن يكون عاقلاً، من الأفضل أن نعطيه شيئاً يفعله، أن نستخدمه في الصف كوسيط، الخ.
- بدل أن نضاعف العقاب تجاه الولد الذي يقوم بدور المهرج في الصف، لماذا لا نسجله في دورة تعليم تمثيل مسرحي أو نجعله يشارك في مدّ يد العون للآخرين أو أن نطلب منه أن يشرح شيئاً على اللوح ؟
- بالنسبة للولد المتقلب المزاج، إنه غالباً ما يكون حالماْ كبيراً، مبدعاً جداً. ساعدوه على تطوير هذه الموهبة بتشجيعه على كتابة القصص الخيالية التي تطلق العنان لخياله بدل أن نطلب منه أن يكون عقلانياً !
أعرف، هذا ليس سهلاً. التكيّف مع الحاجات الفردية للأولاد، وخصوصاً عندما يكونون عديدين، يتطلب الكثير من الطاقة. قد يكون من الأسهل علينا أن نعاملهم بنفس الطريقة. لكن علينا ألا ننسى أن الولد السعيد والمبتهج معاشرته أكثر متعة من شاب يشعر أنه محشور في قالب لا يلائمه