“إنه كسول يتخلى عما يفعله عندما تصبح الأمور صعبة جداً!”
هذا هو الاعتقاد الذي أودّ التحدّث عنه.
الشخص المتعدد المواهب، وخلافاً لما نعتقد، لا يتخلى عما يفعله عندما تصبح الأمور صعبة جداً بل حين تصبح سهلة للغاية!
في الواقع، نحتاج لأن نتعلّم أموراً جديدة، أن نواجه تحديات ومحفزات، ولعل هذا ما يدفعنا إلى الخوض في مجالات جديدة بشكل مستمر.
وعندما نتعلّم ما جئنا نبحث عنه (ونحن لا نعرف في البداية ما هو)، يتملكنا الشعور بالملل تدريجياً وننتقل بالتالي إلى مجال آخر.
حينما قرأت هذه الجملة “نتخلى عما نفعله عندما تصبح الأمور سهلة جداً” في كتاب مخصص لتعدد المواهب، شعرت بارتياح كبير. وجدت أخيراً شخصاً يفهمني! كما أنني لست الوحيدة التي تعمل على هذا النحو! ممتاز!
إذن أدعوكم لأن تتحققوا مع طفلكم مما جعله يكتفي من أمر ما:
هل أصبح سهلاً جداً وبدأ يشعره بالملل؟
في هذه الحالة، أدعوكم لتركه يتصرف على هواه ولتركه يتجه نحو المجال الجديد الذي يجذبه. دعوه يتبع مساره الطبيعي. إنما يمكنكم أن تخصصوا بعض الوقت لاجراء تقويم معه: ما الذي أعجبه في الشيء الذي تركه؟ ما الذي أحبه فيه؟ (وذلك بهدف فهم ما يحبه بشكل أفضل- من أجلكم ومن أجله).
ما الذي تعلّمه؟
وفي نهاية الأمر، احتفوا معه بما طوّره من مهارات ومعارف وقدرات… بفضل ذلك. يا لكمّ المزايا التي كسبتها!
كي تستوعبوا معاً أنه لم يضيّع وقته… ولعل الأهم أنه يحق له أن يعمل بهذه الطريقة!هل هذا صعب جداً؟ (نعم، قد يكون صعباً!)
على أيّ حال، من الممكن أن يرغب في ترك أمر ما لأنه واجه صعوبة، فنحن أيضاً نواجه صعوبات، وهذا أمر طبيعي!
وهذا ما نطلق عليه نحن الراشدون عادة تسمية “المقاومة”. في هذه الحالة، لم يختر ترك الأمر لأنّ المجال لم يعد يثير اهتمامه ولأنه يشعر بالملل بل لأنه يواجه صعوبات كبيرة.
ومن المهم هنا أن نعلّمه كيف يميّز بين المسألتين! (فقدانه الاهتمام والمقاومة.) لئلا يترك أمراً لا يزال يهمه ويعنيه.
في هذه الحالة، ناقشوا معه كيف يمكن لكم أن تساعدوه على تخطي العراقيل. ما هي الموارد التي يمكنكم توفيرها له لتساعدوه على تجاوز هذه الصعوبات؟
أرجو أن يكون هذا المقال قد ساعدكم على فهم طريقة تفكير طفلكم (وربما طريقة عملكم أنتم أيضاً) وجعلكم أكثر قدرة على مواكبته كما هو على سجيته.