إليكم بعض النصائح، لمساعدة هؤلاء الممتنعين عن العودة إلى الحياة الطبيعية
تدرس إدارات المدارس والمخيمات الصيفية الخيارات المتاحة أمامها حول آلية عمل وتوقيت إعادة الإفتتاح. فيتأمل البعض استقبال المدارس الصيفية للطلاب شخصياً، بينما تتطلع المخيمات إلى تعديل برامجها تحت إرشادات جديدة. وبغض النظر عن موقف البعض اتجاه تفاوت الجداول الزمنية، فإن مجرد طرح هذه الإحتمالات هو أمر مرحب به لدى الكثير من الأهل الذين يحاولون يائسين تعليم أطفالهم والإشراف عليهم، وبنفس الوقت متابعة أعمالهم عن بعد والإهتمام بمسؤولياتهم اليومية المعتادة.
فأغلب الشباب، وخاصة الكبار منهم والذين من المفترض ألا يهتموا بشيء غير هواتفهم، متحمسين للخروج والإستمتاع والتواصل شخصياً مع أقرانهم.
ولكن ليس الجميع كذلك. فمن ضمن من ينتظر المدرسة وأنشطة المخيم المعتادة ( الروتين)، هناك مجموعة كبيرة من الأطفال الأصغر سناً الذين يرون أن الجلوس في المنزل مع الأهل والتعلم عن بعد مع معلميهم، ليحافظوا على سلامتهم، أمر لا مشكله فيه. فهم مستعدون للبقاء كذلك للأبد.
يمكن أن يكون لهذا التردد أسباب عدّة. فقد يشعر الأطفال والآباء بالقلق من الإصابة بفايروس كوفيد-19، أو من نقل الفيروس إلى أحد أفراد العائلة. أو قد يتعلق الأمر بعدم رغبة البعض في ترك الراحة المنزلية. أو قد يكتشف البعض أن فكرة التعليم عن بعد، تناسبهم للغاية.
يعبّر صبي في التاسعة من عمره عن بعض التردد في العودة إلى المدرسة ويقول ” من الصعب وصف ذلك”. فقد أعربت والدته أنهما هي وزوجها كانا على الحياد دوماً فيما يتعلق بهذا الأمر ” فبالرغم من أنهم يحبون اللقاء بأصدقائهم، وليس لديهم أي مشاكل في المدرسة، لكنهم أعربوا دوما عن رغبتهم في البقاء في المنزل معنا. فهم الآن لا يرغبون بالعودة إليها، خاصة بعد أن أدركوا أن هذا ممكن.
هناك مجموعة أخرى من الأطفال يعانون من القلق، يرفضون إعادة فتح المدارس. فبالنسبة لهم، فإن ترك منازلهم والعودة مجدداً إلى المدرسة والمشاركة ضمن المجموعات الكبيرة سيشعرهم بأنهم يتسلقون جبلاً يعلو باستمرار مع كل إسبوع يمضي في المنزل.
يقول عالم النفس إيلي ليبويتز ، خبير في القلق لدى الأطفال، في مركز دراسات الطفل في جامعة بيل، ومطور وداعم للأهل في علاج مشاعر القلق لدى الأطفال،: أتوقع أن تشكل العودة إلى الحياة المعتادة تحدياً للطفل والعائلة. وأضاف، من المحتمل أن يزداد القلق وتزداد الصعوبات جرّاء التغيّب والحضور، سواء عند الأطفال الذين لديهم أو ليس لديهم صعوبات.
الإحجام عن الذهاب إلى المدرسة أو إلى المخيمات، ليس بالأمر الجديد، كما أن تحديات الذهاب والرهاب المدرسي شغلت المعلمين والأخصائيين النفسيين لسنوات. يتوقع أخصائيو تنمية الطفل ذلك بالنسبة للذين يبدأون من مرحلة رياض الأطفال أو الذين ينتقلون إلى مدارس جديدة. غالباً ما يكون هناك سلوكيات معينة تعد جزءا من اضطرابات الصحة النفسية، كاضطراب قلق الإنفصال أو القلق الإجتماعي.
ومن المعروف أن هذه المخاوف قد تتحول لشكاوى جسدية غامضة كألم في المعدة أو صداع، وجميعها إشارات تظهر مباشرة قبل الوقت المحدد للخطوة الأولى,
ولكن المختلف اليوم هو عدد الأفراد الذين لا يتحركون من أماكنهم وهم بحاجة للمساعدة ، بسبب فايروس كوفيد-19، الذي يضغط على نظام الرعاية الصحية. فقد قررت بعض العائلات عدم إعادة أطفالها إلى المدارس أو المخيمات بغض النظر عن القرارات التي تصدرها الدولة. وقد لوحظ أن المؤسسات التعليمية المنزلية أصبحت في الواجهه بدليل أن بعضها أصبح يعلن عن برامجها عبر التلفاز.
لحسن الحظ، فإن العديد من الإجراءات التي يمكن أن تساعد في تخفيف إنتشار كوفيد-19، عند إعادة فتح المدارس، قد تساعد أيضا في تخفيف المشاكل العاطفية أيضا. وهذا يتضمن خططاً مشتركة كالصفوف المصغرة، والبرامج التعليمية الإجتماعية والعاطفية الهادفة لجميع الطلاب عند العودة.
وبينما لا يزال الأطفال في منازلهم، هناك بعض الخطوات التي يمكن للوالدين البدء بها. ويوصي ليبويتز ، الذي يحث الأهل على ضرورة الحفاظ على العادات اليومية الروتينية وممارسة التباعد حتى في المنزل ، قائلا: ” على الوالدين والمعلمين الحرص على عدم ترك هذه الفترة بأكمالها خالية من الأنشطة”. ويضيف أنه يجب على الأهل أن يكونوا على دراية بالتوتر الذي يتعرض له الطفل خلال هذه الفترة، وأن يتقبلوه ويستجيبوا له بطريقة داعمة ولكن ليس بإفراط.
هناك بعض الإقتراحات الفعالة والتي تستحق التجربة عاجلاً وليس آجلاً لتمهيد الطريق وجعله أقل وعورة. ولذلك ننصح الوالدين بالآتي:( الحلول ترقبوها في المقالة القادمة غداً)