العودة إلى المدرسة: يقول عالم النفس إيلي ليبويتز ، خبير في القلق لدى الأطفال، في مركز دراسات الطفل في جامعة بيل، ومطور وداعم للأهل في علاج مشاعر القلق لدى الأطفال،: أتوقع أن تشكل العودة إلى الحياة المعتادة تحدياً للطفل والعائلة. وأضاف، من المحتمل أن يزداد القلق وتزداد الصعوبات جرّاء التغيّب والحضور، سواء عند الأطفال الذين لديهم أو ليس لديهم صعوبات.
هناك بعض الإقتراحات الفعالة والتي تستحق التجربة عاجلاً وليس آجلاً لتمهيد الطريق وجعله أقل وعورة. ولذلك ننصح الوالدين بالآتي:
- التحدث عن الموضوع: هناك سببان رئيسيان لذلك، علاجي وتشخيصي. الشق العلاجي هو أن التحدث عن الأمر مع الأطفال يساعد على التقليل من التوتر. أما الشق التشخيصي فيكمن في الحصول على معلومات مفيدة حول مدى صعوبة هذا الإنتقال مع إقتراب موعد إعادة الفتح. من المهم معرفة إن كان الدافع وراء الخوف من العودة إلى المدرسة ، على سبيل المثال هو الإصابة بالفيروس أو مجرد مخاوف عامة من الإنخراط في الجماعات الكبيرة.
- إبدأوا بتغيير مواعيد النوم والإستيقاظ لتتناسب مع مواعيد المدرسة والتخييم.
- هناك طريقة فعالة ولكنها مخادعة بعض الشيء، فيما يتعلق بهذا الموضوع، وهي محاولة جعل المنزل أقل متعة. ربما يكون طفلك يرغب بقضاء المزيد من الوقت في مشاهدة التلفاز، لذا ستحتاج إلى البدء في تقليص الوقت المسموح له بذلك. فإذا أصبح المنزل أكثر مللاً، يمكن أن يدرك أن المدرسة أو المخيم أكثر تسلية.
- إبدأ ببعض التحركات الصغيرة، على النحو الذي تسمح لك به تعليمات بلدك. فإن كان طفلك بالكاد يخرج من المنزل، فابدأ ببعض الرحلات الخارجية المألوفة. والأفضل هو التوجه إلى المدرسة أو المخيم لكي يعتاد عليهما مجدداً.
على الوالدين أن يقيّموا قلقهم، وألا يجعلوه يؤثر على أبنائهم. من الطبيعي أن يختلج الآباء بعض المخاوف، ولكن لهذا مسارات مختلفة.
أما للمدرسين وإدارة المخيمات، قد تكون الفكرة العامة هي التفكير فيما يمكن فعله للأطفال قبل اليوم الأول من الروضة، ومحاولة تطبيق هذه الأفكار على نطاق أوسع. ويمكن أن يتضمن ذلك ما يلي:
ضعوا في اعتباركم طريقة ” التسليم الدافئة” للمساعدة في دخول الطفل من الباب في اليوم الأول من المدرسة أو المخيم. قد يكون هذا الشخص مدرساً أو مستشاراً موثوقاً يعرفه الطفل عند دخوله، أو يمكن أن يكون كلباً ودوداً أو حيواناً آخر. أو أن يتمثل بقضاء الوالدين مع أطفالهم بعضاً من الوقت في اليوم الأول.
حضروا بعض الأنشطة الممتعة والجذابة التي يمكن أن يقوم بها الأطفال في اليوم الأول لتحفيزه. فلاداعي للإنتظار إسبوعاً كاملاً لإقامة حفلة الآيس كريم، أو مشاهدة فيلم.
وكما ذكرنا سابقاً، من المهم إبقاء الأطفال ضمن مجموعات صغيرة في البداية، على الأقل في جزءٍ من اليوم، وتجنب التجمعات الكبيرة لأسباب صحية ونفسية.
في حين يمكن أن تكون هذه الخطوات فعالة للكثير من الأطفال، قد يحتاج البعض للمزيد من الرعاية بمساعدة أخصائيّ الصحة النفسية. فإن كان هذا ما قد يحتاجه طفلك، فمن الأفضل مراجعة المدرسة، أو عيادة الصحة النفسية عاجلا وليس آجلاً للتخطيط قدماً للأمر. وكما ذكرنا سابقاَ، فإن العديد من المعالجين النفسيين على دراية بهذه الحالات. فقد أظهرت الكثير من الأبحاث بعض الحلول الفعالة، التي يقع الكثير منها في فئة العلاج المعرفي السلوكي. عادة، لا تستخدم الأدوية في حالات رفض الذهاب إلى المدرسة. ولكن في الحالات الغير اعتيادية، يمكن استخدامها على المدى القصير، لمساعدة الطفل للعبور من الباب دون نوبة هلع.
في حين تظل العديد من الأسئلة المتعلقة بتقنيات ومواعيد العودة إلى المدرسة ونظامها معلقة، يمكن بالتفكير العميق والتحضير أن نجعل الطفل يتسلق رحلة العودة إلى حياته السابقة بأقل حدة ممكنة. يقول بير ليبويتز: علينا أن نتعامل مع العودة إلى الحياة الطبيعية، كتحدي، وأن لا نتوقع أن يكون ذلك سهلاً على جميع الأطفال منذ اليوم الأول. وعلينا أن نتحضر لتقديم الدعم اللّازم للأطفال الذين سيواجهون المشاكل”.
اقرأ الجزء الأول من المقالة: كيف نحبب للأطفال العودة إلى المدرسة من جديد