بينما العائلة مجتمعة لمشاركة وجبة الطعام، والأمور تسير على أفضل ما يرام، يرفع فجأة ابنكم المراهق عينيه نحو السماء، يتملكه الغضب، يغادر المائدة ويدخل غرفته ويغلق الباب خلفه بعنف.
فتتسمرون في مكانكم مذهولين، وأنتم تتساءلون عما يمكن أن تكونوا قد قلتم أو فعلتم لإثارة رد فعله ذاك.
سنستعرض في هذا المقال تفسيرات عدة لنوبات غضب أبنائنا المراهقين، والموجهة ضدنا، نحن الأهل.
ليس المراد من هذا المقال حثكم على الامتناع عن التفوه بأي كلام يمكن أن يثير حفيظة ابنكم المراهق، بل على العكس تماماً، لأن ذلك يتعارض كلياً مع مصلحته ومصلحتكم في آن.
فالمراد من هذا المقال هو فهم آلية عمل دماغ ابنكم المراهق فحسب. وفي حين أن فهم ابنكم المراهق لا يعني بالضرورة تقبلكم لسلوكياته، إلا أنه قد يساعدكم على تجنب صراع علني من شأنه أن يترك غصة في حلقكم وحلق ابنك على حد سواء.
العلاقات الأسرية
تنتقدون زوجكم السابق (أو زوجتكم) أمام ابنك المراهق
مهما كانت طبيعة الخلافات مع الشريك السابق، لن يتحمل ابنكم المراهق أن تتحدثوا بالسوء عن والده أو والدته، ومن البديهي أن يشعر بالانزعاج. من الأفضل أن تمحوا من قاموسكم عبارات مثل ” تصرفات والدك كلها خاطئة” أو “والدتك تغرق في شبر ماء”. أعلم بأن ذلك غالباً ما يحصل لأن جدران منزلي ليست عازلة للصوت وفي منزل جاري مراهقون ايضاً.
فانفصالكم عن شريك حياتكم لا يعني أنه لم يعد والد أو والدة طفلكم.
ابنكم المراهق هو حامل اسراركم
يتميز بعض المراهقين بنضجهم المبكر. غير أن ذلك لا يعني أنه بإمكانهم أن يصبحوا أصدقاءكم، لأنهم وبكل بساطة أولادكم.
لا تبوحوا بأسراركم لابنكم المراهق كما تفعلون مع صديقكم المقرب إليك، حتى وإن قال لكم إنه يرغب في معرفتها. فبعض المراهقين يرغبون في معرفة كل شيء عنكم، وعما يجري في حياتكم، وما قلتموه لزميلكم في العمل، ولكن أفعالكم وأفكاركم لا تعنيه بالضرورة.
ولا يُنصح، حتى وإن أبدى اهتماماً بذلك، بإطلاعه على كل ما يجري، وبشكل مفصل.
فابنكم المراهق ليس مؤهلاً بعد لمعالجة مشاكلكم الخاصة بالبالغين. ولا تنسوا بأنه طفل، ربما ليس طفلاً صغيراً، ولكنه يبقى طفلاً. فلا تبوحوا له ب”مشاكلكم المعيشية”، وخلافاتكم مع شريك حياتك، ومشاكلكم في العمل إلخ..
تقارنون ابنكم المراهق بشقيقه أو شقيقته أو تجعلون منه “الطفل المفضل لديكم”
” لست أفهم سبب اصرارك على عدم المساعدة في جز العشب. عندما كان شقيقك في سنك، أو حتى اصغر سناً، كان يفعل ذلك من دون عناء”.
إن مقارنة ابنكم المراهق بشقيقه أو شقيقته سيجعله مضطرباً، بحيث يعتقد في أكثر الأحيان بأنه لا يرقى إلى مستواه أو مستواها.
في حال لم يبدِ طفلكم اهتماماً بالاعتناء بالحديقة، من الممكن أن يفضل مثلاً تعلم الطهي، أو الأعمال اليدوية.
هذا ولا يحبذ ابنكم المراهق أيضاً أن يكون “الطفل المفضل” أو ” الأميرة الصغيرة” أو “الطفل المعجزة”. فهذا لا يعني أنه يرغب بالضرورة في احتلال تلك المكانة.
ولا تسمحوا بتمهيد الطريق أمام الخلافات الأخوية القصيرة المدى عبر إعلانكم صراحة أمام الشقيق أو الشقيقة “إنني فخور بك لأنك تنجح في كل ما تفعله”، لأنها قد تتحول إلى خلافات طويلة المدى أيضاً.
هل سبق أن واجهتم ضمن أسرتكم إحدى هذه المواقف التي تم ذكرها؟ لا تتردد في مشاركتها في التعليقات
اقرؤوا أيضاً: نوبات غضب ولدكم المراهق : هل السبب في طريقة تصرف الأهل ؟