المشكلة رقم 3: “ولدي المراهق فاشل في مادة الرياضيات… مثلي ومثل جدّته”
الوضع
- “شجرة التين ما بتطرح زبيب”
- “الولد سرّ أبيه”
- حقاً؟
- المراهق: “لن أنجح في ذلك. على أيّ حال، أنا فاشل في الرياضيات مثل أبي وعائلتي كلها”.
- المسؤول في المدرسة: أتعتقد أنّ المسألة وراثية؟
- المراهق: طبعاً!
- المسؤول: أنظر إلى الأختين التوأم في صفك. إحداهما بارعة في المواد الأدبية والأخرى ليست كذلك أبداً. علماً أنهما مولودتان من الأبوين نفسيهما وتحملان الجينات الوراثية نفسها.
لا ندرك نحن كأهل كم تؤثر كلماتنا وأفعالنا في أولادنا ومعتقداتهم. إنهم لا يزالون سذّج وغير ناضجين على المستوى العقلي ونحن كأهل ننمي لديهم خرافة النسب. مما لا شك فيه أنّ علم الوراثة أثبت أننا ننقل جينات إلى أولادنا إلا أنّ عوامل خارجية تؤثر في ظهورها وتنميتها.
إذن، إن لم تكن جيداً في اللغة العربية فيمكن لولدك أن يكون مثلك.
الخبر الجيّد!
ليس لديّنا نصائح معيّنة أقدّمها، لكن إدراك الأهل ووعيهم يسمح لهم بتحليل كلامهم. هل أنتم من يغذّي هذه الخرافة، أم الجدّين أم أصدقاء العائلة؟
يتمتع ولدكم المراهق وأنتم أيضاً بأشكال مختلفة من الذكاء. وإن كان الإطار التعليمي والجينات مهمة، لكن المراهقين لا يعلمون غالباً أنّ ثمة أشكال أخرى من الذكاء غير الذكاء المدرسي. سيتعلّم ربما أنّ كل فرد منا مختلف وأننا يمكن أن نكون أذكياء حتى لو كان المعدل المدرسي العام 8.
الخاتمة: ماذا لو كانت المشاكل المدرسية مشاكل زائفة؟
إنه الروتين اليومي: يستيقظ مع طلوع الشمس في كل صباح فيما ايقاعه أو معدله “الطبيعي” كمراهق أن يستيقظ عند الساعة 9 أو الساعة 10. يستعد، يواجه المجتمع، الحياة والوتيرة التي تفرضها المدرسة؛ إنه نظام متكامل.
إنه انسان والتعلّم جزء من طبيعته، فهو يحتاجه ليعيش. بالتالي، فهو فضولي.
لكن المجتمع وضع معايير وأطر تعلّم وفقاً للسن، وحدد المعارف التي ينبغي ادراجها لتصبح مواطناً صالحاً، كما حدد ايقاعات ترتبط بالمجتمع ارتباطاً وثيقاً. ها هو يجلس طيلة النهار ولا يحب هذا. فهو في نهاية الأمر لا يأبه للحرب العالمية الأولى أو لسواها من المعلومات ويرغب في أن يتعلّم كيف يعمل الحاسوب (الكمبيوتر).
درجات ابنكم المراهق سيئة، وهو لا يحب المدرسة؟ هل هو مختلف عن الأولاد في مثل سنه أيّ أنه غير نمطي؟ هل يفكّر في ترك المدرسة من دون أن ينال شهادة؟ ما هي متطلباتكم؟ 15 كمعدّل عام؟ وماذا لو كنتم تبالغون قليلاً؟ ساعدوه على أن يكتشف مساره، وما يحبه.
عندما يصبح لديه هدف في الحياة، يمكنه أن يتابع تعليماً أو تدريباً للراشدين، وأن يتدرب أثناء العمل. كونوا على ثقة: في هذه الحالة سيجد في داخله الحافز الضروري كي ينجح. وبانتظار ذلك، ساعدوه على ان ينمّي حريّة التفكير لديه، اسألوه عن رأيه، شجّعوه على أن يتعلّم ما يحب (وليس ما هو مفروض عليه فقط) وعلّموه أيضاً أنّ الخصال الانسانية والحب هما الأهم.