المشكلة رقم 4: “درجات ابني المراهق سيئة منذ وقت طويل”
الوضع
يُعدّ الفشل المدرسي أحد الأوضاع الأكثر حساسية بالتأكيد. فهو يثير الشكوك حول الدوائر التعليمية كلها، من الأساتذة إلى اصحاب الأسماء اللامعة في العلوم الادراكية، والعلوم التربوية والسلوكية. وهذا الفشل يثير لدى الأهل الشعور بالذنب.
لمَ ينجح بعض الأولاد في النظام المدرسي فيما يفشل البعض الآخر؟
سواء في مادة محددة، أو في فرع من فروع العلم (كالمواد العلمية مثلاً) أو في كافة المواد، ثمة أسباب عدة:
- مشاكل في فهم الدروس
- مشاكل عصبية أو اضطرابات تعلمية لا بد من تشخيصها: العسر الحركي أو ما يُعرف بخلل الأداء التنموي، عُسر الكتابة، عُسر الرياضيات، نقص الانتباه، فرط الحركة، الخ…
- مشاكل أخرى لا بد من أن يتابعها طبيب: اضطرابات القلق، المخدرات، الخ…
- مشاكل في الأسلوب أو الطريقة
- تقصير في العمل
- عدم ثقة (“أنا فاشل في الرياضيات وسأبقى هكذا دوماً”) أو فرط حساسية لدى المراهق
- عدم اهتمام تام بالمدرسة
- عدم إصغاء
- غياب الطموح (“يكفيني أن أنال 10 ليكون والداي راضيين”)
- الموقف أو السلوك الذي ينتهجه ضمن المجموعة “الصف” (“وحدهم الفاشلون يتابعون الدروس في المدرسة”)
- مشاكل اجتماعية أو سلوكية
- مشاكل عائلية
- وأمور أخرى عديدة…
من الأسهل العمل على معالجة بعض الأسباب لاسيما عبر التدخّل في أسرع وقت ممكن. لماذا في أسرع وقت ممكن؟ كي نتجنّب تراكم الفشل المدرسي وكي لا تصبح صفة التلميذ الفاشل ملازمة للمراهق، “أنا فاشل جداً على أيّ حال”.
إنّ المراهق الذي يعاني من مشاكل اجتماعية أو عائلية (إن كنتم تعانون مثلاً من مشاكل مادية، أو تمرّون بمرحلة طلاق أو إن كان يتعرّض للمضايقات في المدرسة أو يعاني من خجل مرضي، الخ…) ليس مستعداً كي يتعلّم. وهذا أمر “طبيعي” تماماً. لا يمكننا أن نحيط بكل شيء.
والمراهقة هي مرحلة تغييرات جذرية، وتساؤلات، واكتشاف للعالم (بجماله وعدم عدالته)، وتشكيك بالنموذج العائلي، وتجارب جديدة.
في هذه الحالة، لا بد من أن درجات أو علامات ابنكم المراهق سيئة منذ وقت طويل. ولمساعدته، عليكم أن تبذلوا
الكثير من الجهد الفعلي، إنما إليكم بعض المسارات:
- أن تهتموا أكثر لأمره، قدموا له منهجيات عمل، ساعدوه على اكتشاف نوع الذاكرة لديه
- أن تقدّروه وتولوه أهمية كي تعززوا ثقته بنفسه، واشرحوا له أنّ أنواع الذكاء متعددة. هل هو بارع في الرياضة؟ هل هو كثير الكلام ولديه الكثير من الأصدقاء؟ عندما تبرزون مزاياه ومهاراته، تنزعون عنه صفة “الشخص السيء” (التي تعززها المدرسة للأسف- هناك أساتذة يعطون طلابهم علامة الفصل أمام الصف كله، وهذا من شأنه أن يصم التلميذ الذي يعاني من صعوبات ما!)
- اختاروا اعطاءه دروساً خصوصية مع استاذ يقدّم له أساليب ومنهجيات عمل جديدة
- استعينوا بأخصائي في العسر الحركي: معالج للنطق أو طبيب نفسي للولد
- لا تترددوا في توجيهه نحو التعليم المهني إذا ما رغب في ذلك. على الرغم من أننا لا نعطي اليوم قيمة وأهمية كبيرتين للفروع التقنية إلا أنها الوسيلة الأفضل لترك المدرسة في مسارها “الكلاسيكي” والوصول بسرعة أكبر إلى الاستقلال المادي (تعلّم)
- دعوا الأمر: المسألة لا تتعدى كونها فشلاً مدرسياً “وحيداً”. علامات ابنكم سيئة لكن هذا لا يعني أنّه سيفشل في حياته. ما هو هدف التعليم الأساسي؟ إعطاؤه المفاتيح اللازمة ليكون سعيداً، ومستقلاً في خياراته ولتكون علاقته جيدة مع الآخرين لاسيما أسرته. وتصبح المشكلة أكبر وأخطر إن كان الولد صاحب طموحات كبيرة، كأن يصبح طبيباً مثلاً، فيما هو يرسب في المواد العلمية.