Site icon التربية الذكية

10 طرائق في التربية تخلق بين الأهل وأطفالهم فجوة كبيرة مؤذية

Premium Freepik License

لا يفكر الأهل دائمًا في ما يقولونه لأطفالهم. في بعض الأحيان قد يصرخون عليهم بعد يوم شاق ومتعب ، وفي أحيان أخرى قد يتجاهلون مخاوف أطفالهم. في معظم الحالات قد يكون الغرض وراء تصرفاتهم هذه تعليمية.. ولكن علينا أن نعلم أن النوايا الحسنة لا تكفي لا بل أن طموحات الأهل في بعض الأحيان قد تكون سبباً لتدمير حياة أطفالهم بشكل كبير .

نحن نؤمن بأن الأبوة والأمومة يمكن أن تتم بطريقة واعية، ولهذا السبب نريد أن نظهر لكم مدى أهمية الاستماع إلى أطفالك.

ما هي الأشياء التي يفعلهم الأهل فتؤدي إلى خلق فجوة كبيرة بينهم وبين أبنائهم.. ؟
1- يجعلون أطفالهم ينظفون غرفهم مع أنها مرتبة جداً..

نعم ، من الضروري أن نعلّم أطفالنا ترتيب غرفهم وأغراضهم ولكن لا تجعلوا من الأمر يبدو وكأنه عقاب..

كنت أعود إلى المنزل وأجد كل أشيائي ، التي كنت قد وضعتها بالفعل في الأدراج ، قد رميت على الأرض. وكنت أرى أمي واضعة يديها على خصرها موضحة لي أنه لا ينبغي أن يكون هناك مثل هذه الفوضى في غرفتي وأن ملابسي (التي أصبحت الآن على الأرض) يمكن أن تكون مطوية ومنظمة بطريقة أفضل : “أنت فتاة!” ..

لا تزال أختي تكره الأعياد ففي عائلتنا يعني العيد البدء بالتعزيل والتنظيف قبل شهرين من قدومه إذ سيكون علينا إخراج كل شيء من الخزائن لغسلها..

ذات مرة ، شعرت أمي بالضيق لأنني لم أخرج القمامة وألقت جميع محتويات صندوق القمامة على الأرض في غرفتي. لكن هذا وحده لم يكن كافيًا لها لا بل وضعت أيضاً كل ملابسي وكتبي في هذه الكومة. ما زلت أشعر بالرعب عندما أرى كسرة صغيرة أو ذرة غبار أو قطرة ماء جافة.

2- يراقبون الشاردة والواردة في فروض ابنهم المدرسية

يعد التعليم أمرًا مهمًا ، لكن الباحثين أظهروا أنه حتى طلاب المدارس الثانوية لا ينبغي أن يجلسوا إلى الدرس لأكثر من ساعتين. لأن ذلك لن يجعلهم يحظون بعلامات أفضل كما أن ذلك لن يزيدهم معرفة لا بل سيؤدي إلى خلق جو من التعب والإرهاق والقلق وعدم الرغبة في التعلم.

عندما كنت في المدرسة الابتدائية ، كنت أخشى حل فروضي عندما يكون والدي في البيت لأنه كان سيمزق الأوراق من دفتر ملاحظاتي ويطلب مني إعادة الفرض من أجل خطأ بسيط وجده.. وعندما كبرت أصبحت بسبب رداءة خطي، أخشى أن أكتب شيئاً بخط يدي ولا أكتب ما أريد إلا على أجهزة الكمبيوتر واللابتوب.

3- يصرون على التحيز لجنس دون آخر

“والدتي تحرص كثيراً على أخي السيء وتقوم بحمايته دائماً.. بعد سنوات من تقديم الأعذار له ومحاولة إجباري على إقامة علاقة طيبة معه، لم أستطع تلبية مرادها فقد فاض الكيل بي من سوء معاملته لي .. أخيراً حصل والدي على الوصاية الكاملة عليّ والآن لست مضطرة للعودة إلى أمي! “

pik-l

من المتعارف عليه أن اللون الوردي هو للبنات والأزرق هو للصبيان.. ولكن ترسيخ هذا الأمر أثناء تنشئة الأبناء أمر غير جيد.. فالعلماء يؤكدون على ضرورة عدم فصل شيء مثل الألعاب على أساس جنس الطفل لأنه لا يجلب أي فائدة..

كانت جدة زوجي بستانية مغرمة بالزراعة. بعد أن تعرضت لحادث ، لم تعد قادرة على المشي بحرية، ولهذا السبب كان علي الاعتناء بحديقتها. وعندما كان أصدقاء زوجي يعرضون مساعدتي في زراعة شيء ما أو حرث الحديقة ، كانت ترفض أن يقوموا بأي شيء من ذلك فهي ترى أن عليّ أنا أن أحمل وأحرث وأزرع كل شيء. وتعلل السبب قائلة إنهم ما زالوا صبيانًا صغارًا. “ماذا عني؟” “أنت امرأة ، يجب أن تكوني قوية وواعية!”

يا للغرابة! لماذا أحتاج إلى الانتقال من مكان إلى آخر؟ هذا منطقي تمامًا ..

4- يقومون بخدمة الأولاد الصغار أكثر من خدمة الأولاد الكبار .

بالطبع ، الآباء بشر بسيطون ، لديهم مشاعر وعواطف. فهم لا يقدرون دائمًا على حب أطفالهم بشكل متساو ، ولكن مع ذلك، لا يحق لهم أن يظهروا تفضيلهم لطفل على آخر..

دفتر الرسم ، وبعض الطباشير الملونة ، وطلائي ، وعصاي السحرية ، التي هي في الواقع قلم رصاص آلي ، كانت كنوزي. كان عالمي الصغير الذي أحببته بحنان. في يوم من الأيام، عدت إلى المنزل فوجدت أختي الصغيرة سعيدة بتلوين شيء ما وتوشك على الانتهاء من تلوين صورة في دفتر الرسم الخاص بي مستخدمة أقلامي . أصبت بالهيستيريا وجاء والداي راكضين على صراخي.. سحبت أمي دفتر الرسم من أيدينا و .. أعطته لأختي! لقد كانت خيانة كبرى .. سنشتري لك دفتراً جديداً”

ولكني لست بحاجة إلى دفتر رسم جديد بل أنا بحاجة إلى دفتري هذا بجوه وعالمه الخاص الذي أخذ الآن يحتضر أمامي..

4- يتوقعون من أولادهم القيام بكل شيء بمثالية..

يسعى الطفل دائمًا إلى إرضاء والديه ، والقيام بكل ما يريدانه. إذا لم يتمكن من حل المشكلة ، فسيبدأ في لوم نفسه على ذلك، ويفقد الثقة بنفسه، ويبدأ في التفكير في أنه لا يستحق حب والديه (وحب الآخرين).

كنت قائد كشافة في معسكر للأطفال. كانت لدينا مسابقة وحصلت مجموعتي على المركز الثاني. بعد معرفة النتائج ، بدأت إحدى الفتيات في البكاء بمرارة.قمت بجهدي لتهدئتها وبعدما هدأت ، أخبرتنا أن والدتها توبخها بصوت عالٍ وتعاقبها في كل مرة لا تحصل فيها على العلامة الكاملة.

أصبت لأول مرة بنوبة هلع في سن 6-8 بسبب “إعادة الكتابة”. كنت أحب قراءة الكتب، ولكنني كنت أمقت كتابة ملخص عن القصة حيث أضطر إلى إعادة تلخيص القصة وذكر رأيي بما قرأت

في يوم من الأيام، بعد الانتهاء من قراءة روبنسون كروزو ، كتبت ببساطة “لم تعجبني القصة.” غضبت أمي، وبدأت بالصراخ، وجعلتني أعيد كتابة رأيي كما يجب .. بعدما مزقت الصفحة السابقة من دفتر ملاحظاتي. سمعت كل شيء وكأني مستلقية تحت الماء، وبدأ الدم ينزف من أنفي، وغبت عن الوعي غير أني بعد ذلك شعرت بالذنب.

5- ينسون أن للأطفال ردود فعل مختلفة تجاه قضايا البالغين.

البالغون هم أشخاص تكوّنوا بالفعل ، جسديًا وعقليًا. ولديهم القدرة على التعامل مع المشكلات العاطفية. لكن نفسية الطفل لا تزال في طور التكوين ، وفي بعض الأحيان ، حتى القليل من الإثارة ، كالشجار بين الأم والأب ، يكفي لبدء عاصفة. لا يفهم الأطفال ما يحدث ولهذا السبب يشعرون بالذنب على كل شيء.

في السادسة من عمري ، بدأت أرى كوابيس .. في هذه الكوابيس كنت أرى والدتي تتحول إلى ساحرة أو وحش مغطى بالتقرحات، يحاول أخذ قطع اللحم مني. بعد أن علمت أمي بأحلامي المرعبة ، قالت لي إن كل ذلك كان بسبب سيدة عجوز دجالة زارها والداي يومًا ما. ولكن الجزء العقلاني عندي كان يخبرني بأن سبب كوابيسي تلك هي الشجارات الدائمة التي كانت تدور بين أمي وأبي والتي كانت تحدث في ذلك الوقت بشكل منتظم.

6- يعتقدون أنهم يعرفون ما يحتاجه الأطفال أفضل من أنفسهم.

“لقد أقنعتني والدتي أنني تحولت إلى شخص فظيع. لكني في الأشهر الستة الماضية ، تخليت عن علاقة سامة ، وعدت إلى المدرسة ، وتعلمت أن أقول “لا”.

يشعر الأهل دائماً بأن عليهم إخبار الطفل ما هو الأفضل له على اعتبار أنهم أكثر خبرة ومعرفة وأنهم على حق في معظم المواقف . ولكن إذا ذهب الوالدان بعيداً، فقد يحرمون طفلهم من الاستقلالية والحق في الاختيار. الأمر الذي قد يؤدي إلى أن يفتقر الطفل إلى الاستقلالية بشكل كامل عندما يكبر..

منذ طفولتي وأنا اكره الحنطة السوداء والبازلاء ففي كل مرة كنت أتناولهما كنت أشعر بالحكاك في رأسي وبالألم في حلقي.. وكلما شكوت إلى أب وجدتي كانا يصدانني وكأنهما جدار من الفولاذ قائلين لي: “أنت تتظاهر.. تناولهما مع الحليب وسيكون كل شيء على ما يرام..

ولكن ما إن بدأ حلقي يزداد التهاباً وأصبحت لا أقدر على البلع لا بل التنفس وكدت أوشك على الإغماء حتى قررت عائلتي استشارة طبيب فتبين أني أعاني من حساسية قوية من الحنطة السوداء والحليب والبازلاء كما تبين أني أعاني من الحساسية على الشوكولا والآيس كريم والمكسرات وغير ذلك وإن بنسبة أقل..

“حصلت والدتي بفخر على شهادتها الجامعية وأرادت أن أحصل على واحدة أيضًا. كانت تحاول دائمًا حمايتي من الأصدقاء السيئين في رأيها. كان زملائي في الفصل يضايقونني دائمًا ويتظاهر المعلمون بعدم ملاحظة ذلك. كان ممنوعًا عليّ التواصل مع الأشخاص الذين كنت مهتمًا بهم. لقد عشت في ظل هذا النظام حتى بلغت 25 عامًا – أي بالأحرى حتى لحظة مغادرتي البيت. ما زلت أعاني من مشاكل في التواصل ولا أستطيع التصالح مع حياتي الشخصية” .©Morkovkina19san / Pikabu

7- يستخدمون القصص المرعبة كطريقة للتربية.
pik-l

هناك عدد كافٍ من الأسباب التي تدعو للقلق في العالم لذا ليس هناك حاجة فعلاً لإضافة سبب آخر. يجب أن يظل الآباء دائمًا واحة من الأمان والهدوء لأطفالهم ، وأن يكونوا الأشخاص الذين يثق بهم أطفالهم والذين سيحمونهم دائمًا. عندما نجعل أطفالنا خائفين ، فإننا ندمر كل هذه الروابط المهمة.

ذات مرة اصطحبنا أنا وزوجي أطفال أقارب لنا إلى مركز ترفيهي حيث يمكننا تعلم العديد من الأمور الهامة في تربية الأطفال. بدأت الأخت الصغرى ترتجف عندما رأت الترامبولين. قالت إن أباها وزوجته قالا لها بأن الذين يقفزون على الترمبولين سيمسك بهم عنكبوت ضخم يعيش تحت الترمبولين ويأخذهم بعيداً.. فاقترحت الذهاب إلى السينما ولكن أطفال أقاربنا ردوا عليّ بأن في السينما مهرج يعيش هناك وهو يأكل أولئك الذين يذهبون إلى السينما كثيراً . عندما بدأ هؤلاء الأطفال بالذهاب إلى المدرسة ، تم تشخيصهم على أنهم يعانون من اختلال في الوظيفة العقلية وقرر القيمون في المدرسة إرسالهم للعلاج . © xxxlll / Pikabu

“كانت والدتي تخيفني في طفولتي ، وتقول إنه إذا لم أغسل يدي قبل الأكل، ستظهر الديدان في بطني، سأفقد شهيتي للأبد، ولن أتمكن من تناول أي شيء. لكنني بالتأكيد لا أظن أن هذا السبب هو الذي يجعلني الآن أغسل يدي بعصبية 40 مرة في اليوم”. © Wizard_Severus / تويتر

8- ينسون أن الطفل يحتاج إلى مساحة خاصة به.

“هل هناك أشخاص وضع آباؤهم كاميرات في غرفهم؟ أنا واحد منهم … “
يتفق علماء النفس على أن الأطفال والبالغون يحتاجون إلى مساحة شخصية خاصة بهم. الطفل الصغير الذي يُحرم من خصوصيته ينغلق بعيداً عن محيطه والعالم، ويصبح عرضة للاكتئاب والشعور بعدم الأمان إضافة إلى إلى مشاكل خطيرة في التواصل في المستقبل.
“لا شيء لك هنا.” هذه العبارة التي يقولها الآباء ستجعل الطفل يشعر وكأنه غريب في “منزل” غير آمن. © bl **** emaria / Twitter

“عندما كنت أعيش مع أمي، كانت دائمًا تتحقق من أمتعتي، وتقرأ مذكراتي الشخصية، وتتفقد حقائبي . أبلغ من العمر الآن 27 عامًا وأنا متزوجة ولدي طفل. أعيش منفصلة عنها منذ أن كان عمري 21 عامًا، ولكن حتى الآن عندما تأتي لزيارة حفيدها، تقوم بتفقد الخزائن عندما لا أكون قريبة منها، وتنقل أغراضنا إلى مكان مختلف، بل وتترك بعض التعليقات مثل:””تأكدي من طي ملابسك الداخلية بطريقة أكثر أناقة!” © Lilu72 / Pikabu

9- يهتمون بأطفالهم كثيرًا وينسون أنهم يجب أن يتعلموا من أخطائهم.
Premium Freepik License

قد يكون من الصعب أحيانًا على الآباء كبح أنفسهم عن مساعدة أطفالهم عندما يرونهم يواجهون بعض الصعوبات. ولكن من الضروري أن يعرف الأهل أن عليهم إيجاد التوازن ما بين الاهتمام بأطفالهم وما بين الرغبة في السيطرة على كل شيء في حياة الطفل.

“ذات مرة ، كنت أزور صديقي الذي لديه ابن عمره 4 سنوات. عندما وضعت اللحم في الفرن، أحاطت الأم الفرن بحواجز حتى لا يحرق ابنها نفسه. سألتها لماذا لا تشرح له أن الفرن ساخن ، وأن عليه الابتعاد عنه ، وعدم الركض في المطبخ… ابنها ذكي جداً. لكنها تعتقد بصدق أن طفلها الصغير لا يفهم أي شيء”. © mamochka.ut / Pikabu

“ذات يوم سمعت امرأة تشكو من أنها كانت متعبة وأن ظهرها يؤلمها لأنها كانت تجرف الثلج في فناء منزلهم. زوجها في رحلة عمل ، ولكن لديها أيضًا ولدان عمرهما 15 و 16 عامًا. عندما سألتها لماذا لم يقم إبناها بجرف الثلج، أجابت ، “كما تعلمون، ما زالوا صغارًا!” © etsamoed / Pikabu
“جيراننا لديهم طفلة وحيدة، يرعيانها بشكل مفرط. تبلغ من العمر 24 عامًا بالفعل . تذهب للتسوق مع والدتها، ولكن لم تحضر أبدًا حفلة مع أصدقائها، وتعيش كما لو كانت في قفص”. © tylersbestfrenn / Twitter

10- يلبسونهم ملابس أكبر من مقاسهم متجاهلين مشاعر وذوق الطفل

الملابس مهمة لأنها تعكس ثقافة الشخص وشخصيته والأشياء التي يفضلها. والملابس تؤثر أيضاً على مزاجنا. تُرى كيف يكون مزاج الطفل وشعوره عندما نلبسه ما يشبه كيس البطاطا؟

“كنت على وشك التخرج.. ذهبت أنا وأمي وجدتي لشراء فستان يناسب حفلة موسيقية. اخترت فستانًا وجربته – كان يناسبني تمامًا. لكن والدتي قالت إن شراء فستان لليلة واحدة مكلف ، وأضافت أننا بحاجة لشراء فستان أكبر. جربت فستانًا آخر: لقد أظهر صدريتي ، وكان خط العنق في المكان الخطأ، وكان محيط الخصر على وركي وليس على خصري لكن أمي قالت إننا سنقوم بإصلاحه في المنزل. بكيت بمرارة والحمد لله وقفت جدتي معي واشترت لي الفستان على مقاسي. بالمناسبة، أمي لم تذهب معي إلى الحفلة الراقصة”. © dashibatecat / Pikabu© Happy_Nati / Shutterstock

“اشترى لي والداي سروالاً رياضياً كبيراً جدًا، كان بإمكاني أن أضع فيه جسدي كله (من رأسي إلى أخمص قدمي). بدوت مثل مهرج من القرن الماضي – وصل البنطال إلى صدري. كنت نجم الصف. لعل أمي توقعت أن أنمو وأصبح غولاً يبلغ طوله 10 أقدام. الآن وبعد مرور 20 عامًا، وجدت هذا السروال في أعماق خزانة ملابسي، وجربته مرة أخرى، وكانت النتيجة هي نفسها تمامًا”. © مالك مالكوفيتش / بيكابو

ماذا كانت تشبه طفولتك؟ هل يمكنك القول أن والديك فعلوا كل شيء بشكل صحيح؟

Exit mobile version