ليس سراً أن الأولاد يكذبون ولكن ما هو العمر الذي يكذب فيه الأطفال أكثر من غيره؟
أظهرت دراسة جديدة (Acta Psychologica,) أن الأطفال بين عمر 6 و8 والراشدين ما بعد الستين هم الأصدق بيننا .
في هذه الدراسة تم التحري عن عدد المرات التي يكذب فيها الأولاد والراشدين خلال 24 ساعة . كان عدد الذين أجريت عليهم 1000ولد وراشد . كان المعدل كذبتين باليوم أما المراهقون فكان عدد الكذب عندهم هو الأعلى بمعدل 2.8 أي ثلاث كذبات تقريبا باليوم.
لمعرفة سبب قيام المراهقين بالكذب أجرى Yahoo Parenting مقابلة مع الدكتور فان والفيش وهو طبيب نفسي مختص بالعائلة والطفل وعن هذا رد ّ قائلا:” معظم الناس يكذبون ليخرجوا من المساءلة بامان أو لتجنب الاعتراف بغلط ارتكبوه وهذا في الواقع حال المراهقين”.
هذا يبدو كطريقة بارعة للقول إن المراهقين يكذبون لأن أجسامهم تفرز بكثرة في هذا السن الهرمونات التي تهمس لهم بأن أهلهم هم الأعداء الذين لن يفهموا أبداً لماذا يعتبر الأهل ما يقومون به أشياء خطرة .
وبمعنى آخر : إن المراهقين يكذبون في محاولة منهم لاتخاذ طريقهم في هذا العالم معتقدين أن أهلهم لن يوافقوا أو يفهموا. وبمعنى آخر الكذب هو شكل من أشكال النضوج
الكذب عند الاطفال موجود في مختلف المراحل العمرية .. ماذا على الأهل أن يفعلوا حين يكذب الطفل؟
تقضي أول خطوة في اكتشاف كيفية معالجة الكذبة باكتشاف السبب الذي يدفع الطفل إلى الكذب. هل يحاول الطفل تحاشي مشكلة؟ أن ينقذ ماء وجهه؟ هل هو كبير بما يكفي ليفهم أن الكذب خطأ؟
إذا كنت تعلمين أن الطفل أراق الحليب على سجادة غرفة الجلوس لأنك رأيت ما حدث فلا تسأليه إذا ما أراق الحليب على السجادة بل لماذا حصل هذا.
إذا علمت أن ابنك البالغ من العمر ست عشرة سنة يدخّن لأنك وجدت سجائر في السيارة فلا تسأليه إن كان يدخّن بل اسأليه متى بدأ يدخّن.
في كافة الحالات، عبّري عن عدم رضاك عند الحديث مع الأولاد عن الكذب. كوني واضحة ومباشرة في كلامك معهم وقولي لهم إنّ الكذب خطأ واشرحي لهم السبب.
- أوضحي لهم أن الكذب يقوّض الثقة، وأنهم كلما كذبوا أكثر كلما أصبح من الصعب تصديقهم حين يقولون الحقيقة.
- حددي نتائج الكذب والتزمي بها. كلما نجا الولد بفعلته عندما يكذب كلما استمر في الكذب.
- حاولي أن تستبقي الأمور: إذا شعرت بأنه سيلجأ إلى الكذب، قولي “سأسرّ عندما تقول لي الحقيقة.”وتذكري أن الكذب يختلف عن الاحتفاظ بالأمور للذات وعدم مشاركتها مع الاخرين.
ويصحّ هذا بشكل خاص فيما الأولاد يقتربون من سن المراهقة، حيث يكره الولد أن يشاركك المعلومات، من دون أن يكذب حكماً.
اسمحي لهم أن ينموا حسّ الاستقلالية لديهم ما يعني أنّ عليك أن تقاومي الحاجة إلى معرفة كل ما يدور من حولك، واعلمي أن الثقة بقدرتهم على اتخاذ القرار ستقلل من إمكانية أن يكذبوا عليك في الأمور الهامة فعلاً.
ولعل الأهم بالنسبة إلى الأولاد من كافة الأعمار هو أن تشجعيهم على قول الحقيقة عبر اعطاء المثل الصحيح والتصرّف كقدوة. فمعظم الراشدين يكذبون “كذباً أبيض غير مؤذٍ” طيلة النهار، وعلى مسمع الأولاد.
لعلك كذبت بشأن عمر الولد لتحصلي على حسم على سعر البطاقة لحضور مباراة كرة القدم أو قلت لمن يتصل بك إنك لا تستطيعين الحديث لأنك على وشك الخروج في حين أنك تستعدين للجلوس لمشاهدة فيلم.
تذكّري دوماً أن الأولاد، لاسيما أولئك الذين لم يتجاوزوا العاشرة، لا يميّزون غالباً بين الكذبة الكبيرة والكذبة الصغيرة.
هم يسمعون الكذب ويعرفون ما يحصل. والكذب سلوك نتعلّمه لكنه قابل للتغيير. وكلما سمعوا الكذب أكثر، كلما اعتقدوا أنه جزء طبيعي من السلوك والعكس بالعكس.
وهذا يعني أن الحقيقة الكبرى هي أنّ تربية الأطفال الصادقين تبدأ بك ومعك.
هل راقبتم العمر الذي يكذب فيه الأولاد أو ألادكم بالتحديد؟ أجيبوا عن السؤال في التعليقات.