الأطفال الذين يعانون من ضعف الذاكرة العاملة ينسون بسهولة وغالباً ما يتشتت انتباههم. المشكلة تكمن في أن هذا السلوك يؤثر في قدرتهم على اتباع أبسط الإرشادات وحل المشاكل.
ما هي الذاكرة العاملة وكيف تؤثر على طفلكم؟
تعريف الذاكرة العاملة : إنها قدرة طفلكم على تذكّر المعلومة التي يحتاجها لاستكمال مهمة معينة. وهذا يعني القدرة على فهم التعليمات واتباعها، معالجة المعلومات واستخدامها وإكمال مهمة بناءً على المعلومات التي يملكها.
وفقاً للعلم، تؤثر الذاكرة العاملة على أداء طفلكم في مواد مثل الرياضيات، القراءة والمهارات اللغوية. بالإضافة إلى ذلك فهي تحدد مدى قدرته على القيام بعدة مهام في الوقت نفسه. فمثلاً الطفل الذي يملك ذاكرة عاملة ضعيفة سيفكّر في حمل حقيبته في نهاية الدوام الدراسي، لكنه سينسى حقيبة الأقلام و/أو واجباته المدرسية.
1) تذكّروا أن هناك العديد من الطرق للتعلّم
على الرغم من أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة يجدون صعوبة في معالجة المعلومات، إلا أنه بإمكانهم التعامل معها بشكل أفضل إذا تم تقديمها بطريقة مختلفة. بمعنى آخر، قد يكون التعامل مع الوسائل المرئية أسهل من التعامل مع المعلومات المكتوبة بالنسبة لطفلكم. على سبيل المثال، تقديم صورة مرئية للشكل الذي يجب أن تتمم فيه ابنتكم واجباتها المنزلية (الإسم، الصف، العنوان، التاريخ، إلخ.) قد يكون أكثر فعاليةً من إعطائها نفس المعلومات شفهياً.
كذلك، سيساعدها أكثر تقديم عرض مرئي لما عليها القيام به من أجل تحضير نفسها للمدرسة (مثلاً ورقة فيها صورة أو رسم عن حقيبة أقلامها، واجباتها المدرسة، وجبتها الغذائية، إلخ.) كما ان تحويل معلومات جديدة إلى قصيدة أو أغنية هو أيضاً أسلوب بسيط وممتع لمساعدتها على تنشيط ذاكرتها.
1) مساعدة طفلكم على تطوير استراتيجيات تأقلم فعالة وطويلة الأمد
من المهم أن تعرفوا أن ابنكم لا يقرر عمداً “نسيان الأشياء”. ولذلك يجب مساعدته على تطوير استراتيجيات تأقلم فعالة. ساعدوه على التفكير بطرق أخرى للحد من تأثير مشاكل الذاكرة العاملة لديه:
- كتابة كل واجباتي المدرسية؛
- كتابة كل الأفكار أو كل المشاريع الهامة التي تتبادر إلى ذهني؛
- استخدام الوسائل المرئية لتذكر المهام التي عليّ إتمامها؛
- تحديد مكان معيّن لوضع الأشياء المهمة؛
- استخدام البوسترات التي تعلّمني كيفية تنفيذ المهام اليومية الروتينية؛
- استخدام أوراق الملاحظات؛
إن تشجيع طفلكم على اختيار آلية للتكيف وتحويلها إلى عادة سيساعده على التعامل بشكل أفضل مع مشاكل الذاكرة لديه.
2) تكرار الأنشطة قد يساعده أيضاً
ليس من غير المألوف أن يكون لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة العاملة صعوبة أكبر من باقي الأطفال في تذكّر المعلومات والمهام الجديدة. لذا من المهم تكرار الأنشطة الجديدة لتمكينهم من إتقان مهارات ومعلومات جديدة.
3) أعلموا طفلكم أنه لا بأس بطلب المساعدة
الجميع يحب أن ينجح، والأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم دائماً يجدون صعوبة في التأقلم مع التعثر في النجاح. وليس من الغريب أن يقوموا ب”إخفاء” إحباطهم عبر سلوكيات معينة كتمثيل دور المهرج في الصف، التصرف بعدوانية أو حتى بلامبالاة.
لذا من المهم أن يعرف طفلكم أنه لا بأس بطلب المساعدة. دعوه يعرف أنه لا بأس إن عمل وفق السرعة التي تناسبه. ومن المهم أن يعرف أنكم قريبين منه ومستعدون للإجابة على أسئلته.
عندما “يرفض” اتباع التعليمات، ولا ينهي واجباته المدرسية أبداً، بسبب نقص في التركيز ويتصرّف في كثير من الأحيان بطريقة “غير محفزة” ولامبالية، من الممكن ان نخطئ فهم الأمر ونعتبره سلوكاً سيئاً. يجب فهم أن الأمر يتعلق بمشاكل في الذاكرة العاملة وذلك من أجل فهم السلوك وتوجيهه بشكل أفضل. ومن البديهي ان تأمين بيئة يمكن أن يعمل ضمنها على تنشيط ذاكرته العاملة بشكل يومي هي الطريقة الأكثر فعاليةً لمساعدته.
4) إيجاد طرق للتعامل مع سلوكه
أن يكون لديكم طفل يعاني من مشاكل في الذاكرة العاملة قد يكون أمراً محبطاً. الاضطرار إلى تكرار التعليمات آلاف المرات، والتعامل مع المهام غير المكتملة، ومراقبة كل شيء للتأكد من عدم إغفال شيء قد يدفعكم إلى الجنون!
تبني استراتيجياتكم الخاصة للتأقلم يمكن أن يجعل حياتكم أسهل. على سبيل المثال، التعوّد على تحضير قائمة للتحقق Check-list (مرئية أو غير ذلك) في الليلة التي تسبق اليوم المدرسي، سيساعده على تذكّر ما عليه فعله بطريقة أسهل، وسيقلل من توتركم في الصباح.