لا تفهمين دائماً ما يقوله طفلكِ الصغير عند تأليف قصة أو قصص؟ هذا أمرٌ عادي، لكن بإمكانكِ المشاركة معه في تأليف قصته ومساعدته!
تألبف القصص: الفوائد
عندما تقرأين القصة لطفلكِ، فذلك يساعده بالتأكيد على فهم اللغة بشكل أفضل، تعلّم المفردات، التعرّف على القراءة والكتابة. تأليف قصة وسردها يؤمن فوائد أخرى لطفلكٍ الصغير. فهو يسمح له بتطوير لغته أيضاً، بحيث أنه سيتعيّن عليه تكوين جمل وتنظيم أفكاره. كما يسمح له ذلك باستخدام ما يعرفه من معلومات وتنمية الإبداع لديه.
في أي عمر يمكن للطفل أن يبدأ بتأليف القصص؟
يمكن لطفلكِ أن يبدأ بتأليف القصص عند بلوغه 3 أو 4 سنوات. مع ذلك، حتى وإن كان يستطيع التحدث عن الشخصية والموضوع، فروايته لن تكون متناسقة بشكل كبير. من عمر 4 إلى خمس سنوات، سيقوم الطفل بإضافة المزيد من الروابط بين عناصر القصة التي يرويها، لكنه لا ينجح في تحقيق ذلك دائماً. عادةً بين 5 و6 سنوات يصبح الطفل قادراً على سرد قصة مترابطة ومنطقية لوحده.
إذا لم يكن لدى طفلكِ أي فكرة، لا تترددي في جعله بطل القصة، فقد يثير ذلك اهتمامه!
مع ذلك، يمكنكِ تشجيع طفلكِ الصغير على مشاركتكِ في تخيّل وسرد القصص ابتداءً من عمر 3 سنوات. ففي الواقع، في هذا العمر، يطوّر فهمه للغة والمفردات بشكل كبير عندما يصغي إلى قصصكِ. خياله يتطوّر أيضاً. بإمكانه إذاً البدء بسرد أجزاء من القصص التي تقومان بروايتها معاً.
كيفية تأليف قصة مع طفلكِ
هناك العديد من الطرق لتأليف رواية وسردها مع الأهل. إذا كنتِ تريدين اتباع الهيكل المعتاد للقصة:
- اختارا معاً شخصيةً ومكاناً وزماناً. اتّبعي إلهام طفلكِ لجذب اهتمامه بالقصة.
- العثور معاً على المشكلة وحلّها. بدون مشكلة، لا يوجد قصة! إذا لم بكن لدى طفلكِ أي فكرة، قومي بإعطائه خيارات: قتال، كنز مفقود، طريق لا يقود إلى أي مكان… إلخ. كل الأفكار جيّدة. لتوسيع القصة قليلاً، اقترحي عليه بعض الحلول التي لا تنجح. بحيث تستغرق المشكلة وقتاً طويلاً لحلّها، أو تحدث مشكلات جديدة دائماً.
- تشاوري مع طفلكِ لاختيار نهاية. غالباً ما يحدث ذلك عند الوصول إلى مرحلة حل المشكلة. إذا كان طفلكِ يفضّل نهاية أقل سعادة، بإمكانكِ اتّباع فكرته. هذا قد يقودكما إلى محادثة ممتعة بعد ذلك.
طوال فترة سرد القصة، حاولي السماح لطفلكِ التحدث بقدر المستطاع عن أحد التفاصيل أو إحدى العقبات التي يواجهها البطل. حين لا يكون لديه فكرة، أو يخرج عن الموضوع كثيراً، أعرضي عليه فكرة جديدة لإكمال القصة أو اطرحي عليه بعض الأسئلة. إذا شعرتِ أنه بدأ يفقد الاهتمام رغم جهودكِ، لا تترددي في توجيهه نحو نهاية للقصة. المهم هو أن تكون جلستكما ممتعة.
نقص في القدرة على التخيّل؟
لا يجرؤ الكثير من الأهالي على تأليف القصص، بمفردهم أو مع أطفالهم. خوفاً من نقص الخيال. إليكِ بعض النصائح:
- دعي طفلكِ يجد عناصر القصة المهمة (الشخصية، المكان، الوقت والمشكلة) وسجّليها إذا لزم الأمر.
- تناولي الشخصية والمشكلة المفضلة لطفلكِ في قصص مختلفة، مع تنويع مغامرات هذه القصة معاً.
- اقترحي على طفلكِ فتح كتاب مصوّر بشكل عشوائي لاختبار بطل القصة. يمكن أن يكون البطل قطة أو سنجاب على سبيل المثال أو حتى قد يكون ملعقة تتكلّم!
- ارسمي شخصيات وأماكن مع طفلكِ، قومي بقصّها ووضعها في حقيبة لسحب من سيكون أساس القصة.
- راقبي الأشياء من حولكِ وفكّري بطريقة لجعلها سحرية وتحويلها إلى حلول. على سبيل المثال، قد يكون الدرج مكاناً للاختباء من الوحش، قد يصبح للطاولة أرجل تكبر حتى تطال السماء، إلخ.
تذكروا أنه:
- عند بلوغ ثلاث سنوات، يصبح بإمكان طفلكِ أن يروي القصص معكِ.
- تأليف القصص يطوّر اللغة والإبداع.
- لا تحتاجين الكثير من الخيال للحصول على قصة جيدة لروايتها مع طفلكِ. يكفي ان تحددي شخصيةً، مكاناً، زماناً ومشكلة لحلّها.