المدرسة والحياة: كل ولد قادر على أن ينجح في المدرسة وفي الحياة. ويمكن للعائلة والأقارب والأصدقاء أن يساعدوه على ذلك. بالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: كيف أساعد ولدي على أن ينجح في المدرسة (وفي الحياة)؟
هناك أربع مفاتيح ستمنحكم قاعدة متينة لتساعدوا ولدكم على النجاح في المدرسة وفي الحياة:
- 1- استعينوا بالقراءة للتعلّم باستمرار
- 2- راقبوا الواجبات المدرسية واظهروا اهتماماً فعلياً بما يفعله ولدكم
- 3- علّموه أن يستخدم الانترنت بشكل فاعل كي يتواصل مع العالم
- 4- نمّوا سلوكه الايجابي وعلّموه أن يتحمّل مسؤولياته.
سنتناول في هذه المقالة المفتاحين الأخيرين على أن تتابعوا في المقالة السابقة المفتاحين الأولين.
3) الأداة الأقوى في القرن الواحد والعشرين
احتلّ الانترنت مكاناً هاماً في مجتمعنا: يمكننا العمل بواسطته، واجراء أبحاث، والتعلّم، والتعرّف إلى أشخاص، وكسب المال… تجيد الأجيال الجديدة استخدام هذه الأداة بما أنها كبرت في وجودها، وقد يشعر الأهل بأنّ هذه التقنيات الجديدة تتخطاهم.
لكن الطفل يحتاجكم هنا كمرشدين له. يسيء الكثير من الفتيان والفتيات استخدام هذه الأداة: فهم يضيعون الوقت على فايسبوك، ويتابعون برامج الواقع على قناة يوتيوب ويلعبون ألعاباً على الانترنت. ولكن، بعيداً عن اطلاق الأحكام، يقدّم الانترنت امكانيات وثروات أكثر بكثير من ذلك! إنه أداة رائعة تسمح لنا بأن نتواصل مع عقول لامعة، وأن نتعلم عدداً لا يُحصى من الأمور، وأن نشارك معلومات هادفة وأن نتعرّف إلى أشخاص رائعين.
بناء عليه، إليكم بعض النقاط كي تساعدوا ولدكم على استخدام الانترنت بشكل أفضل:
- اقضوا بعض الوقت على الانترنت مع ولدكم. إن كنتم لا تعرفون القواعد الأساسية لاستخدام الانترنت، فابحثوا عن شخص قادر على أن يعلّمكم. تصفّحوا الانترنت مع ولدكم، قوموا بأبحاث معاً، انظروا إلى ما يثير اهتمام الولد، دعوه يعلّمكم بعض الأمور.
- وجّهوه نحو مواقع مناسبة. اقترحوا عليه مواقع متعددة يمكن أن تساعده في أبحاثه وواجباته. تقدّم بعض المنصات مثل يوتيوب أو فايسبوك محتوى ممتازاً أحياناً ومحتوى رديئاً أحياناً أخرى، علّموه كيف يميّز بين الاثنين وكيف يستخدم فكره النقدي.
- راقبوا الألعاب التي يقوم بتحميلها. يمكن الوصول إلى معظم الألعاب عبر الانترنت بكبسة زر. لكن بعض الألعاب عنيفة و/أو ذات محتوى جنسي، وفي هذه الحالة يمكنكم أن تطلعوا الولد على المخاطر وأن تشرحوا له لما ترفضون بعض الألعاب، من دون أن تلعبوا دور الشرطي المراقب.
- يمكنكم أن تستخدموا برنامج رقابة الأهل أو الارشاد العائلي، إذا ما شعرتم بالحاجة إلى ذلك. وهو برنامج يمنع بشكل آلي الوصول إلى بعض المواقع أو المحتويات غير المناسبة للأولاد. ننصح بالتحدّث مع الولد حول هذه الخطوة قبل اتخاذها.
- حددوا وقتاً معيّناً. يمكن أن يتحوّل الكمبيوتر وألعاب الفيديو إلى ادمان أكثر من التلفزيون. حددوا مواعيد ومدة قصوى لاستخدام الانترنت بحسب عمر الولد. يمكنكم على سبيل المثال أن تحددوا: ساعة كحد أقصى لمن تجاوزوا 8 سنوات. ساعتان لمن تجاوزوا 10 سنوات. ساعتان ونصف لمن تجاوزوا 12 سنة. 3 ساعات كحد أقصى لمن هم فوق 14 سنة.
أعود وأكرر بأن الانترنت اختراع عظيم ومذهل يقدّم امكانيات لامتناهية. وقد أصبح من الضروري والمحتّم بالنسبة إلى الأجيال الجديدة أن تتعلّم كيف تستخدم هذه الأداة بفاعلية وألا تدعها هي تتحكّم بها.
4) سلوك القادة الكبار
أنا أدرس علم النفس والنجاح منذ خمس سنوات، ووجدت أنّ نقطة مهمة جداً تظهر بشكل متكرر لدى القادة الكبار وهي: تحمّل مسؤولية افعالهم بشكل كامل والنتائج الناجمة عنها، سواء أكانت فشلاً أم نجاحاً.
هؤلاء القادة لا يتهمون الآخرين ويحمّلونهم نتائج أخطائهم، وهم يقيّمون أنفسهم باستمرار ويحافظون على مرونتهم كي يستمروا في التعلّم. وأعتقد أنه يتوجب علينا أن نعلّم الأولاد هذا السلوك منذ سن السابعة.
تحمّل المسؤولية والعمل بشكل مستقل هما صفتان أساسيتان لمساعدة الولد على أن ينجح في المدرسة. إليكم بعض الاقتراحات التي عليكم نقلها لولدكم:
- ضعوا قواعد. حددوا مع ولدكم القواعد الأساسية في المنزل والنتائج المترتبة عن كل اخلال بهذه القواعد. يجب ان تؤمّن هذه القواعد بيئة صحيّة للعائلة، وتمنح الطفل ما يكفي من الحرية ضمن ضوابط محددة.
- كرروا دائماً لولدكم أنّ عليه أن يتحمّل مسؤولية ما يحصل له، في البيت أو في المدرسة. وتحمّل المسؤولية لا يعني الشعور بالذنب، بل اختيار رد الفعل المناسب على وضع معيّن. يمكننا دوماً أن نختار رد فعلنا بغض النظر عن الحدث نفسه، يمكننا أن نتعامل معه وأن نحسّن الأمور. يمكنه أن ينجح في المدرسة إذا أراد ذلك فعلاً. يمكنه أن يكون سعيداً إذا اتخذ القرار المناسب (وهذا ينطبق عليكم أيضاً أيها الأصدقاء.)
- علّموا ولدكم حُسن التنظيم. يمكنني أن أكتب كتاباً كاملاً حول التنظيم، لكن إليكم بعض القواعد البسيطة: يجب تقسيم المهمة الكبيرة إلى اجزاء صغيرة لإنجازها، ويجب وضع إطار زمني ومكاني لها. 20% من افعالنا تؤدي إلى 80% من نتائجنا (مبدأ باريتو)، وكلما خصصنا وقتاً أطول لمهمة ما، كلما تطلب انجازها وقتاً أطول.
- انتبهوا إلى برنامج ولدكم بعد الدروس وخلال عطلة نهاية الأسبوع. هل يمارس الرياضة ام يتسكع مع أصدقائه في الخارج؟ متى يخطط لانجاز واجباته المدرسية خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه؟ ما هي الامتحانات التي ينبغي أن يحضّر لها؟ اطلبوا منه أن يبقيكم على اطلاع على مشاريعه.