نتوقع جميعنا من أطفالنا بعض الأمور، ولكن ما نتوقعه منهم يمكن في بعض الأحيان أن يسيء إليهم أكثر مما يفيدهم.
لا تتوقعي من طفلك بعد اليوم هذه الأمور الخمس
لا تتوقعي من طفلك أن يكون “عاقلاً”
فكري ملياً، ليس منطقياً أن تتوقعي من طفلك أن يبقى “عاقلاً” في كافة الأوقات. لا أحد يستطيع البقاء “عاقلاً” في كافة الأوقات، فكل واحد منا يمر بأيام عصيبة حيث يشعر بعدم الرغبة بالذهاب إلى العمل أو القيام بما يتوجب عليه القيام به. فالجميع يمر بأيام صعبة. وإذا طلبنا من أطفالنا أن يبقوا “عاقلين” فذلك لن يعلمهم ما معنى أن يكون الانسان “عاقلاً”.
ما يمكن أن تفعليه في المقابل
كوني دقيقة في شرح ما تقصدينه بقولك له “كن عاقلاً”: “أريدك أن تسمح لأختك بمشاركتك ألعابك”. “أريد منك أن تتكلم بشكل لائق..”. وبدلاً من أن تقولي له “هذا لطف منك” قولي له ” أشكرك لأنك قرأت قصة لأختك/ أو لأنك قمت بترتيب ألعابك بمفردك”.
لا أحد يستطيع أن يبقى “عاقلاً” طوال الوقت، لذا لا تكوني صارمة جداً مع أطفالك، بحيث يمكنك تمرير بعض التصرفات الخارجة عن إطار “التعقل” شرط ألا تمس بالقيم الأساسية ولا تؤذي طفلك أو الآخرين. وستدركين بأن عملية التنشئة الأبوية ستكون أكثر هدوءاً ومتعة عندما تتعاملين مع الأمور الصغيرة “برباطة جأش”.
لا تتوقعي من طفلك أن يتصرف مثل شخص بالغ
للأطفال أنماط سلوكية مختلفة؛ فالبعض أشبه بالملائكة بينما يحوّل البعض الآخر حياتك جحيماً. كما يظهر البعض فضولاً، أو يتصرفون برزانة أو بمكر. ولكن الأطفال يتصرفون في أغلب الأحيان بما يتوافق مع سنهم، فيستكشفون، ويقومون أو يتفوهون بأشياء عبثية ويختبرون استقلاليتهم.
ما يمكن أن تفعليه في المقابل
تذكري بأنه ” يجب التساهل إزاء التصرفات الطفولية”. ولكن ذلك لا يعني تجاهل السلوكيات السيئة. عليك الانتباه جيداً عندما يتصرف طفلك وكأنه” شخص بالغ صغير”. فالتصرف الناضج لا يجعل منه شخصاً بالغاً.
لا تتوقعي من طفلك أن يتصرف كالأطفال الآخرين
من الطبيعي أن تلاحظي بأن ابنك يميل إلى الثرثرة في حين أن ابنتك أكثر تحفظاً أو أن ابنتك هي الأصغر أو الأكبر سناً في صفها. فجميعنا نميل سواء عن قصد أو عن غير قصد إلى مقارنة أطفالنا بأطفال آخرين. وعلى الرغم من أن هذا التصرف طبيعي، يمكن للطريقة التي تتم المقارنة فيها أن تتسبب بالكثير من الأذى لأطفالنا.
تفيد العديد من الدراسات بأن المقارنة غير المؤاتية بين الأشقاء والشقيقات من شأنها أن تترك تأثيرات سلبية عديدة على الشخص الذي يعتبر “أقل كفاءة”.
عند مقارنة أطفالنا بطريقة غير مؤاتية بأطفال آخرين، نوجه إليهم رسالة غير مباشرة بأنهم غير صالحين، وكأننا نقول لهم إن ما هم عليه ليس كافياً وعليهم التشبه بالآخرين.
عند مقارنتهم بشكل إيجابي بالآخرين، نعلّمهم بأن المهم هو أن يكونوا أفضل من سواهم وليس أن يعطوا أفضل ما عندهم.
إذا تبين لك أن الجهد الذي تبذله ابنتك غير كافٍ ومع هذا تقبلت نتائجها السيئة فقط لأن هذه التنتائج تجعلها على قدم المساواة مع أصدقائها، فالرسالة التي توجهينها إليها هي أن الحد الأدنى للجهد مقبول من جهتك.
ما يمكن أن تفعليه في المقابل
اطلبي باستمرار من طفلك أن يبذل قصارى جهده واشرحي له أن الحد الأدنى المطلوب منه هو أن يبذل ما بوسعه.
ركزي على نقاط القوة وعلى نقاط الضعف لدى طفلك، وليس على نقاط الضعف ونقاط القوة لدى أصدقائه.
احرصي على تحديد التوقعات الواقعية. تفيد العديد من الدراسات بأن الأطفال يبذلون وسعهم لبلوغ الأهداف التي نحددها لهم.
لا تتوقعي من طفلك أن يكون “مطابقاً للمواصفات”
هل لاحظت بأنك تتفاعلين في بعض الأحيان بطريقة مختلفة إزاء سلوك طفلك بحسب ما إذا كنتما بمفردكما أو أمام الناس (أو ربما في حضور والديك أو والديّ زوجك)؟
يفرض علينا محيطنا الكثير من تصرفاتنا تحاه أولادنا. فنحن لا نوافق دائماً على بعض القواعد الاجتماعية أو بعض القواعد العائلية، ولكننا نحاول مع ذلك فرضها على أطفالنا.
ما يمكن أن تفعليه في المقابل
لا غبار على تربيتك لطفلك! ثقي بنفسك وكوني مستعدة لاحترام قراراتك. ولا تنسي أننا المثال الذي يقتدي به أطفالنا. فإذا دعمنا ما يؤمنون به، نعدّهم ليدعموا ما نؤمن به.
عليك أن تتقبلي بأن طفلك شخص متكامل.
احرصي على تحديد أولوياتك الخاصة وقيّمك التربوية.
لا تتوقعي من طفلك أن يكون مختلفاً عنك
غالباً ما يكون الأطفال، خاصة الصغار منهم، مشابهين لوالديهم. فإذا اعتاد الأطفال على رؤية والديهم يدخرون المال بشكل منتظم، سيميلون إلى أن يصبحوا اقتصاديين. وإذا كانت نظرتنا إلى الأمور سلبية في أغلب الأحيان، سيكتسب الأطفال بدورهم رؤية تشاؤمية عن الحياة. وإذا سمعونا نصرخ من الغضب، سيعتقدون أن الصراخ في وجه الآخرين هي طريقة مقبولة للتعبير عن الذات.
ما يمكن أن تفعليه في المقابل
لا تملي على طفلك كيفية التصرف، بل أظهري له ذلك من خلال سلوكك. وكما قال جايمس بالدوين:” لا يجيد الأطفال الاصغاء إلى ما يقوله والديهم، ولكنهم يتقنون تقليدهم”.
اجراءات ملموسة
ما هي الأمور البعيدة بعض الشيء عن الواقعية التي تتوقعينها من طفلك؟ وكيف يسعك تغيير ذلك؟