مشاعر الغيرة: ندعوكِ إلى تحليل ردود أفعالكِ تجاه المواقف التالية، بغية فهم مشاعر أطفالكِ في مواقف “شبه مطابقة” واكتشاف أسباب “سلوكهم السيء” تجاه أشقائهم.
تخيّلي أنَ شريكَ حياتِكِ يضع ذراعيه حول كتفيكِ قائلا: “عزيزتي، أحبّكِ كثيراً، أنت رائعة جداً لدرجة أنني قرّرتُ أن أحضر امرأة أخرى تشبهكِ تماماً”
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
أخيراً وصلت المرأة الجديدة. وها أنتِ تكتشفين أنها أصغر منكِ كما أنها لطيفة أيضاً. حين تتواجدونَ أنتم الثلاثة معاً، يقول لكِ الناس مرحباً بلطف، لكن يخاطبون الضيفة الجديدة بانبهار. “كم هي ظريفة! مرحباً حبيبتي… أنتِ كنز” ومن ثمّ يوجّهون الحديث إليكِ ليسألوك “ما رأيُكِ بهذه المرأة الجديدة؟”
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
المرأة الجديدة بحاجة إلى ملابس. يفتح زوجكِ خزانتكِ الخاصة، يأخذ منها كنزات وسراويل، ويعطيها لها. وحين تحتجين على ذلك، يخبرُكِ بأنّ وزنَكِ قد زاد قليلاً وأنّ الملابس لم تعد مناسبة لكِ، وستكون رائعة إذا ارتدتها هي.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
المرأة الجديدة تحرز تقدّماً سريعاً. كل يوم تبدو أكثر ذكاءً وتزداد قدراتها. في أحد الأيام كنتِ تقومين باستكشاف الكمبيوتر الجديد الذي أحضره لك زوجكِ، للتعرّف على كيفيّة عمله. فتقفز هي إلى الغرفة قائلة “أوه! هلّا تتركين لي مكانكِ؟ أعرف كيف أستخدمه!”
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
ترفضين السماح لها باستخدامه. تركض متجهةً نحو زوجكِ وهي تبكي. وتعود بعد لحظات معه ووجهها مليء بالدموع، فيضع يديه على كتفيها، ثم يقول لكِ: “ما المشكلة؟ لِمَ لا تريدين أن تشاركي أغراضكِ معها؟”
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
ذات يوم تتفاجأين بزوجكِ مع امرأته الجديدة على السرير. يقوم بدغدغتها وهي تقهقه ضاحكةً. يرن الهاتف؛ ثم يخبركِ أنه سيضطر إلى المغادرة فوراً لأمر ضروري. يطلب منكِ البقاء في المنزل مع المرأة الجديدة والاهتمام بها كي تشعر بالراحة.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
مرّت سنة على وصول المرأة الجديدة إلى منزلكِ. بعيداً عن التعوّد على وجودها، بدأتِ تضيقين ذرعاً منها شيئاً فشيء، وفي بعض الأحيان تتساءَلين إذا ما كنتِ أنتِ الغير طبيعية. ذات يوم، عندما تكونين جالسةً على طرف سريركَ، حزينةً وبائسةً، يدخل زوجكِ. قبل أن تتمكّني من تمالك نفسكِ، تنطلق الكلمات منكِ بشكلٍ عفوي وتقولين: “لا أريد أن تبقى هذه المرأة معي في المنزل بعد الآن. وجودها يجعلني تعيسةً جداً. لِمَ لا تستطيع إعادتها؟”. إليكِ حينها الطرق المختلفة التي قد يجيبكِ عبرها زوجكِ:
. هذا كلّه هراء. كم أنتِ سخيفة. ليس لديكِ الحق بالتحدّث بهذه الطريقة.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
. ما قلتِه للتو يزعجني كثيراً. إذا كنتِ فعلاً تفكّرين بهذه الطريقة، احتفظي بأفكاركِ لنفسكِ، لا أريد أن أسمعكِ تتحدّثين عن هذا الموضوع مجدداً.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
. إسمعي، لا تضعيني في موقف تعجيزي. تعلمين جيدًا أنني لا أستطيع إرجاعها. فهي جزء من أسرتنا الآن.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
. لِمَ لا تشعرين أبداً بالسعادة معها؟ تدبّري طريقة للتعايش معها، ولا تبحثي عني في كل مرة تواجهين فيها مشكلة صغيرة.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
. أنا لم أتزوّج مجدداً لأجلي فقط. أعلم أنكِ تشعرين أحياناً بالوحدة واعتقدتُ أنَكِ ستفرحين بوجود رفيقة جديدة.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
. اسمعي عزيزتي. عليكِ التوقف عن هذا. ما علاقة مشاعري تجاهكِ بها؟ قلبي يحمل ما يكفي من الحب لكليكما.
كيف ستكون ردة فعلكِ حينها؟
أخبرينا الآن؟ ألا ترغبين بإيذاء تلك “المرأة الثانية”؟ يكنّ أطفالنا نفس المشاعر تجاه إخوانهم وأخواتهم الصغار.