المدرسة التقليدية تحتضر … لذلك فانّ الأساليب البديلة تنتشر أكثر فأكثر ويُعدّ منهج مونتيسوري جزءاً منها.
سنرى في هذا المقال من التربية الذكية وخلال 3 دقائق ما هي فوائد هذا المنهج التربويّ, أصله, وكيفيّة استخدامه مع الأطفال.
كيف نشأ منهج مونتيسوري؟
يعتمد هذا المنهج على المبادئ التي طوّرتها ماريا مونتيسوري. تأسّست أوّل “مدرسة” تتّبع منهج مونتيسوري عام 1907, في روما لأطفال العمّال المحرومين.
كان اسم المدرسة “كاسا دي بامبيني”: دار الأطفال.
تمّ تجهيز هذه المدرسة التي كانت الأولى باتّباع منهج مونتيسوري في التّدريس, بطاولة للمعلّم, لوح أسود، كراسي, خزانة تحتوي على مواد منتسوري التّعليمية وطاولات للأطفال.
صنعت ماريا مونتيسوري موادّ تعليميّة للأطفال في وقت مبكر من حياتها المهنيّة، عندما كانت تقوم ببحوث عن الأطفال الذين يعانون من إعاقة عقلية.
خطرت لها الفكرة عندما لاحظت أن الأطفال يتعلّمون بشكل أفضل باستخدام العديد من حواسّهم.
قدّمت مدرسة مونتيسوري الأولى العديد من الأنشطة: العناية الشّخصية (تعلّم ارتداء الملابس و خلعها) والاهتمام بالبيئة (التنظيف، البستنة …). بخلاف ذلك، كان للأطفال حرّية اللّعب والتّنقل في الفصل الدراسي.
لم تدرّس ماريا مونتيسوري فعليّاً، بل أشرفت على الأساتذة و علّمتهم أصول التّدريس باتّباع طريقة مونتيسوري.
لاحظت ماريا مونتيسوري أيضًا أن الأطفال يمرّون بلحظات من التّركيز الشّديد عندما يكرّرون نشاطًا معينًا. بفضل الاختيار الحرّ، أظهر الأطفال اهتمامًا أكبر بأنشطة ومواد مونتيسوري, مقارنة بالمكافآت الأخرى كالحلوى أو الألعاب المعتادة.
بمرور الوقت، تعلّم الأطفال الانضباط الذاتيّ. فاستنتجت ماريا مونتيسوري أنّ العمل بشكل مستقل، يعزّز استقلالية الأطفال وتحفيزهم الذاتيّ.
ترى ماريا مونتيسوري أن دور المعلّم يتطوّر، فبدلاً من القاء درس وفرض الانضباط، يجب أن يركّز الأستاذ خلال وجوده على تسهيل تعلّم الأطفال، ومرافقتهم في فضولهم واكتشافاتهم.
لم يعد هو السيّد الذي يعرف كل شيء، والأطفال يستمعون إليه فقط، بل تحوّل التعليم الى عملية مشتركة بين الطرفين. (يجب أن تستوحي المدارس التقليدية من ذلك…). يقوم المعلّم بإعداد البيئة ووضع إطار العمل.
هدف منهج مونتيسوري بسيط: تربية أطفال سيكبرون ليُصبحوا بالغين مسؤولين ومستقلّين، ويحبّون التعلّم حقًّا.
انتشار منهج مونتيسوري حول العالم
بعد فترة وجيزة، قرّرت ماريا مونتيسوري أن تسافر إلى جميع أنحاء العالم لمشاركة طرق التدريس والأفكار الخاصّة بها. و ألهمت التقدّميين والمفكّرين والمعلّمين في العديد من البلدان.
أصبح المخترعان ألكسندر جراهام بيل وتوماس إديسون من دعاة منهج تعليم مونتيسوري و بقوّة. كما تعلّمت بعض الشّخصيات المعروفة, أيضًا, على مقاعد مدارس اتّبعت منهج مونتيسوري: جيمي ويلز من ويكيبيديا ، والمؤلّف غابرييل جارسيا، ومؤسّسا Google: لاري بيدج وسيرجي برين.
و اليوم، يمثّل مصطلح مونتيسوري منهجاً تعليميّاً أكثر من كونه مدرسة. المصطلح غير محميّ ويمكن أن يستخدمه أيّ شخص، وهذا ما يفسّر الاختلافات حول ما يُسمّى بمدارس “مونتيسوري”.
تحترم بعض المدارس أصول التدريس عبر طريقة ماريا مونتيسوري بإخلاص، بينما يحاول بعضها الآخر الابتكار (بشكل أفضل أو أسوأ).
يستخدم المعلّمون والمدرّسون في جميع أنحاء العالم طريقة مونتيسوري لتنظيم الحضانات, الصّفوف والأنشطة الخ… كما يستخدمه بعض الأهالي أيضًا في التدريس المنزلي.
يتميّز منهج مونتيسوري بعدة خصائص مهمّة:
- لدى الطّلاب حريّة اختيار ما يريدون أن يتعلموه
- الفصول مفتوحة بحيث يمكن للأطفال التنقّل
- موادّ و أدوات منتسوري الخاصة متوفرة
- الصفوف لها فئات عمرية مختلطة (0-3 سنوات، 3-6 سنوات، 6-12 سنة)
- يمكن للأطفال أن يُعلّموا بعضهم البعض
- الفترات الدراسية متواصلة (3 ساعات على سبيل المثال)
- لا توجد درجات أو واجبات منزلية
- وجود مدرّس مؤهّل, تمّ تدريبه على استخدام منهج منتسوري
يعجبني حقًا اقتباسٌ عن لسان ماريا مونتيسوري:
وأنت، ما رأيك في منهج مونتيسوري؟