التأديب ووضع الحدود
تربية الأطفال مهمة صعبة، والأمومة من أكبر المسؤوليات وأكثر التحديات تعقيداً. من الأخطاء الشائعة التي تقوم بها الأمهات خوفاً على مشاعر أطفالها: الإفراط في التساهل. فلتعلمي سيدتي أنّ قواعدكِ اليوم هي التي تكوّن شخصية طفلكِ غداً. وأنّ التساهل المفرط وعدم وضع قوانين وحدود، سيتسببان في فشل ابنكِ في المستقبل. سيقع طفلكِ المدلل عند أول امتحان صعب. لا تعوّديه أن كل شيء مباح، لا تعوّديه أن يحصل على ما يريد دون قيد أو شرط، لا تعوّديه على عدم المحاسبة على الخطأ.. فالحياة التي سيواجهها حين يكبر أصعب من كل هذه المثاليات.
ومن هنا ينطلق السؤال الذي سيتم معالجته في هذا المقال من تربية ذكية اليوم. عن الموضوع الذي يقف الأهل عنده حائرين: هل يجب تأديب الأطفال ومعاقبتهم؟ الزيادة في تأديبهم تحطم شخصيتهم وعدم تأديبهم يفسدهم فما الحل نؤدب ام لا نؤدب ؟ وهل للتأديب دور في تنمية الثقة بالنفس واحترام الذات ام لا؟
التأديب ووضع الحدود ضرورية
التأديب ضروري ولكن الهدف من التأديب هو مساعدة الولد على اختيار التصرفات المقبولة وتعلم احترام الذات ولعل احد اهم الاشياء التي يحتاجها الطفل لاحترام ذاته هو ان يضع الأهل الحدود وأن يكونوا حازمين في تطبيقها والعمل على التأديب في حال مخالفتها.
اعلموا أيها الاهل ان الأطفال سيحاولون دائما اختبار الحدود التي فرضتموها لهذا عليكم ان تكونوا حازمين في تطبيقها ولو أدى ذلك الى معاقبتهم واعلموا أيضاً أن اطفالكم بحاجة إلى هذه الحدود حتى يصبحوا في المستقبل راشدين مسؤولين.
التأديب وتنمية القدرة على ضبط النفس
ان وضع القواعد في البيت يجعل أطفالكم يفهمون ما تتوقعون منهم وينمون القدرة على ضبط النفس . من الأمثلة عن القواعد التي قد تضعونها: ” ممنوع مشاهدة التلفاز حتى تنهي دروسك” ” ممنوع الضرب” “ممنوع ان تؤذي او تزعج اخوتك”
التأديب لا يعني الضرب والإهانة
ولكن حتى ترسي القواعد لا بد من تأديب اـاولاد عند المخالفة ولكن العقاب لا يكون عبر الضرب وإهانة الطفل ونعته بنعوت التحقير . بل عبر ممارسة طريقة ” قف حتى تقرر” أو طريقة الترهيب والترغيب . من الأخطاء التي يرتكبها الأهل هو عدم المحاسبة على خرق القواعد .. فمن المرفوض الا تعاقب على خرق القواعد اليوم وتتجاهل عدم تطبيقهم لها غداً .
ان وضع القوانين والحدود والعمل على التزام الأولاد بها عمل أساسي لتنمية احترام الطفل لذاته