غالباً ما يقصد الأولاد استفزازنا، وأفضل ردّ فعل على سلوكهم هو معالجة الاستفزاز فوراً. وما تأثير عدم تدخلنا عندما يستفزّنا أطفالنا؟
أسباب الاستفزاز
استفزازهم مقصود وإن كان ربما غير واعٍ، فهو محاولة للحصول على التوجيه الذي يحتاجونه منا . عندما يشعر الأولاد بوجود ثغرات في الأمور التي يحتاجونها للتكيف مع محيطهم، غالباً ما يستفزوننا لمساعدتهم في سدّ تلك الثغرات. كما أنهم يلجأون إلى استفزازنا عندما يريدوننا أن نعلّمهم كيف يديرون أمورهم بشكل مختلف. هم يفعلون ذلك لنساعدهم في سدّ حاجاتهم ونعلّمهم كيف يضبطون مشاعرهم ويوجهونها.
ثلاثة استفزازات تستدعي تدخلنا الفوري
- عندما يعرّضون أنفسهم أو الآخرين للخطر
- حينما يخرقون قواعد متفق عليها داخل المنزل وخارجه
- عندما يقدمون على أفعال تتسبب لهم أو لغيرهم بالمشاكل
حينما يكون سلوكهم ناجماً عن هذه الحاجات، يكون التدخل الحاسم الطريقة الوحيدة لإيقافهم . أما إذا لم نتدخل، فسوف يواصلون تصعيدهم. من المهم أن نفهم ذلك. يواصلون تصعيدهم إلى أن نوقفهم عند حدّهم. عندئذٍ، يمكننا أن نعلّمهم أن يتصرفوا بشكل مختلف.
هذا النوع من التصعيد يمكن أن يحصل على مدى أشهر أو سنوات، الأمر الذي يخفف من وعي بعض الأهل لما يجري.
- الصبي الذي لم يطع أمه في سنّ الثانية، ضربها في الثالثة، ركلها وعضّها في الرابعة، وطرحها أرضاً في الرابعة عشر.
- الفتاة التي كانت تلزم الصمت وهي صغيرة، بدأت تركض إلى غرفتها لتختبئ وتبكي في سن السابعة، لتأخذ جرعة زائدة من المخدرات في سن الخامسة عشر.
- الفتاة التي بدأت تكذب لتحل مشاكلها في السابعة، أصبحت تسرق أيضاً في التاسعة، وتهرب من المدرسة في الثالثة عشر، وتسرق السيارات في السادسة عشر، وتنهب مصرفاً في الواحدة والعشرين.
عندما يستفزّنا أطفالنا انطلاقاً من حاجة للتعلّم، لن يتوقفوا عن سلوكهم قبل أن يتعلموا. إن محاولة تجاهل استفزازاتهم لن يقودنا إلا إلى مزيد من الاستفزازات الخطرة. هم يريدوننا أن نوقفهم عند حدّهم بما يتطلبه ذلك من حزم.
إن أهل الأولاد الذين يقومون بهذا النوع من الأمور هم عادة أشخاص لم يضعوا حدوداً كافية لأولادهم على أصعدة أخرى . ذلك أن الأولاد بتصعيدهم الاستفزازي إنما يحاولون البحث عما يدفعنا لنقول لهم: «كفى!» أو «ليس هكذا، بل هكذا». ثمة أمر مهم آخر وهو أنهم يريدوننا أيضاً أن نصرّ على ما قلناه لهم. هم يعلمون في قرارة نفسهم أنهم يحتاجون لمن يضبطهم لكي يتعلموا أن يضبطوا أنفسهم. لحسن الحظ، معظم الأولاد يتمكنون من العثور على نقاط ضعفنا ويقودوننا في النهاية إلى وضع الحدود التي يحتاجونها. تتضمن التدابير التكتيكية مثلاً:
- إلحاق الضرر بغرض عزيز على قلبنا
- تهديد من قبل ابنة معلّمة رياضيات بالتوقف عن متابعة هذه المادة في المدرسة
- خرق القانون من قبل ابن ضابط في محكمة الأحداث، فينتهي به الأمر بالمثول أمام أصدقاء أبيه
- ابنة معلّم دين متعصّب تحمل بطفل غير شرعي في سن الـ16.