Site icon التربية الذكية

ما هو دور الجدّ والجدة في تربية أولادنا وكيف نجعلهما يوافقان على طريقتنا في التربية ؟

الجد والجدة

freepik.com

إنه السؤال الكبير الذي يطرحه العديد من الأهل على أنفسهم. ما هو الدور والمكانة التي نرغب في إعطائهما لأجداد أطفالنا؟
ففي نهاية المطاف، علينا نحن الأهل أن نقرر مدى عمق العلاقة التي ستربط الأجداد بأحفادهم.

ليت الأجداد كانوا “امتداداً” لخياراتنا ونظرتنا لأمور لنتمكن من أن نعهد إليهم أطفالنا من دون طرح الأسئلة. لكان أمكننا المناقشة، تبادل الخبرات، والمشاعر، والاستمتاع معاً بالتقدم الذي يحرزه الأطفال…. لكان أمكننا أيضاً أن نلجأ إليهم طلباً للعون، المشورة أو حتى الدعم.

ثمة الكثير من الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا عند اختيارنا نظاماً تربوياً “بديلاً” (بالمعنى المختلف عن التربية الكلاسيكية).
من المؤسف أنه من الصعب جداً الإجابة على هذه الأسئلة لاسيما وإن لكل عائلة ميزاتها الفريدة، وقصصها المختلفة. ولكن، في حين أن الحل السحري غير متاح، يمكن إيجاد مسارات للتفكير تساعدنا في نهاية الأمر على اتخاذ القرارات الصائبة ومناقشة الأمور بالطريقة الصحيحة، بما يتوافق مع مصلحة أطفالنا.

في مطلق الأحوال:

1) إذا اخترتما إفساح المجال أمام والديكما للتدخل في تربية أطفالكما، عليكما اطلاعهما على خياراتكما التربوية. ينطوي هذا الأمر على أهمية خاصة بالنسبة للأطفال (حفاظاً على الترابط) كما بالنسبة إليكما لأنكما ستشعران بالمزيد من الارتياح، حتى وإن وجدا صعوبة في تفهم الأمر. في حال أظهرا القليل من الانفتاح على الفكرة، ستكون المناقشة ممكنة وستشعران بارتياح كبير.

في المقابل، عندما تقرران الذهاب للتحدث معهما، أنصحكما ” بالتسلح” جيداً:
إذا كنتما قد أقدمتما على تلك الخطوة وتحدثتما مع والديكما، ستجدان نفسيكما أمام احتمالين:

) أما إذا كنتما لا ترغبان في إشراك والديكما في مسألة “تربية” أطفالكما، فذلك يعني أن الموضوع غير مطروح ولا داعي للتحدث عنه. ومع ذلك، عليكما التفكير في الأسباب التي دفعتكما إلى استبعادهما عن الموضوع.
غير أن استبعادهما لا يعني قطع العلاقات معهما. يمكن زيارتهما برفقة الأطفال بين الفينة والأخرى لمدة ساعة أو ساعتين.

الخاتمة

يعود القرار في الطريقة الأمثل للتعامل مع الأجداد إليكما (الأب والأم) وحدكما. وكما قلت في البداية، يختلف كل شخص عن الآخر ولا أحد سواكما يعرف والديه جيداً ويستطيع أن يحدد الموقف الأفضل الذي يمكن اتخاذه.

فالأجداد يتعاملون مع أحفادهم بكثير من العطف على الرغم من ميلهم إلى التربية الكلاسيكية. وليس من الضروري التطرق إلى موضوع الخيار التربوي لتفادي النقاشات غير المجدية.

يمكن للأجداد أن يعلموا أحفادهم أشياء كثيرة ولا يجب بالتالي إبعادهم عنهم.

في مطلق الأحوال، يشكل الحديث عن الخيارات التربوية خطراً فعلياً بحيث يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقة بين الأهل والأجداد في حال لم يتمكنوا من تقبل خياراتكم. فإذا أبدوا تعليقاتهم، وأعادوا النظر في طرقكم، سيتحول الموضوع إلى ذريعة لإصدار الأحكام، وستصبح بعدها العلاقة صعبة. وسرعان ما ستدركان بأنكما تسرعتما في طرح الموضوع.

عليكما الاعتماد على نفسيكما وأطفالكم لاتخاذ القرار. فمن يطرح هذه الأسئلة كلها، يسعى إلى إيجاد الأفضل لأطفاله، مع الحفاظ على علاقات أسرية جدية، لأنهم يشكلون محور الأولوية.

Exit mobile version